أنت هنا

قراءة كتاب صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)

صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)

كتاب " صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا) " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 4

وضرب الزاهرة و اخذ اموالها ثم حرقها وهدمها وكان في ذلك يفرغ حقده الدفين على ال عامر لأن عبد الملك المظفر ابن ابي عامر سبق ان قتل اباه في المؤامرة التي دبرها عيسى بن سعيد المعروف بابن القطاع لخلع الدولة العامرية وتنصيب هشام المذكور([17]) ولم يحسن المهدي التصرف فقد اجج الفرقة بين المسلمين باضطهاد البربر رغم ان روساءهم قد لحقوا به لما رأوا منه من سوء تدبير عبد الرحمن بن عامر وكان يظهر بغضهم وامرهم بان لا يركبوا ولايتسلموا,و انتهبت العامة دورهم([18]) وانقسمت الملة الى فئتين متباغضتين استمر قرونا عدة, فتجمع القرطبيون حوله و اشادوا به, و للمستعين بالله ــ خصمه اللدود فيما بعد ــ قصيدة مدحية فيه مطلعها:ـــ([19])

الحمد لله حمدا لا نقلله

هذا السرور الذي كنا نؤمله

و لابن دراج القسطلي قصيدة طويلة فيه مطلعها ([20]):-

قل للخلافة قد بلغت مناك

و رأيت ما قرت به عيناك

مهدي أمة أحمد وكريمها

وحليمها يأوي الى مأواك

ومـــــن أجراءاته سجن الخليفة هشام المؤيد وادعاء موته في السابع والعشرين من شعبان سنة 399هــ ، وسجنة لولي عهده سلــــــيمان بن هشام ،وحله للجيش الذي بذل المنصور بن ابي عـــــــامر اموالا طائلة في اعداده للدفاع عن الدولة الاسلامية من خلال تسريحة لما يقارب من سبع مئة الف جندي وتحويلهم الى طبقة عاطلـــة تمتهن الشعب والفرقة([21]) وقتله للخليفة المقترح هشام بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر و اخيه ابي بكر([22]) وتماديه في اضطهاد البربر الذين تجمعوا في ما بعد خارج قرطبة و وحدوا قواهم و اختاروا سليمان بن الحكم الملقب بالمستعين بالله خليفة للمسلمين الذي اتخذ من قلعة رباح قاعدة له,واتفق مع امير قشتالة على معاونته مقابل تنازل له عن ما احب من مدائن الثغر ([23]) وتحركت قواته نحو قرطبة والتقت بجيش المهدي بقيادة واضح الصقلبي في 13 ربيع الاول سنة اربعمائه هـ في معركة ـ قنتيش ـوانهزم المهدي وقتل فيها عشرة الاف رجل و ازيد ومال النصاري على المنهزمين وقتلوا منهم على رواية ابن حيان في صعيد واحد نيفا على ثلاثة الاف رجل,و انبسط البربر في ارض قرطبة يقتلون و يأسرون و ينهبون و اصيب في تلك الوقعة من المؤدبين خاصة نيف على ستين([24]) واعلن سليمان نفسه خليفة و فر المهدي الى طليطلة ([25]) و اشار ابن دراج فصلا الى تلك المعركة في قوله ([26]):

وشعاب قنتيش وقد حشرت لهـــــم

أمم بغاة لا يُكت عديدها

تركوا بها ظهر الصّعيد وقد غدا

بطنا و اجساد الغواة صعيدها

وكتائب الافرنج اذ كادتك في

أشياعها والله عنك يكيدها

وفي قوله ((والله عنك يكيدها )) تحذير ضمني من معاونة الافرنج و قد اشار الى معاونة البربر له ولا سيما قبيلتي صنهاجة وزناته بقوله ([27]):-

في قبة الملك الذي صنهاجة

و زنانة اطنابها و عمودها

وقوله ([28]):

بكل زناتي كأن حسامه

وهامة من لاقاه نار وقربان

وأبيض صنهاج كأن سِنانه

شهاب اذا أهوى لقرنٍ وشيطان

وقدرعبد الواحد المراكشي في المعجب عدد القتلى بنيف وعشرين الف رجل ([29]) :-

ورثى ابن حزم الاندلس (ت 456هـ ) قرطبة قبل فراره منها الى المرية, فصور ما حل بالمدينة من خراب و دمار فيها كانت في السابق مربضا للأسود من الرجال ([30]).

فيا دار لم يقفرك منا اختيارنا

ولو اننا نسطيع كنت لنا قبرا

ولكن اقدارا من الله انفذت

تدمرنا طوعا لما حل أو قهرا

ويا خير دار قد تركت حميدة

سقتك الغوادي ما أحل و ما اسرا

وقوله:-

كانك لم يسكنك غيد او إنس

وصيد رجال اشبهوا الأنجم الزهرا

كانوا وبادوا واستمرت نواهم

لمثلهم اسكبت مقلتي الصبرا

وقد تمـــادى المستعين باستعمال العنف والقتل والتنكير وهو صاحب المقطوعة ([31]):-

حلفت بمن صلى وصام وكبرا

لأغمدها فيمن طغى وتجبرا

وابصر دين الله تحيا رسومه

فبدل ما قد لاح منها وغيّرا

فوا عجبا من عبشمى ملك

برغم العوالي والمعالي تبررا

فلو أن امرأ بالخيار نبذتهم

وحاكمتهم للسيف حكما محررا

فإما حياة تستلذ بفقدهم

واما حِمام لاترى فيه ما زرى

وفي طليطلة اخذ المهدي يجمع فلوله ويعد العدة مستفيدا من طاعة الثغور له وعون امير برشلونة مقابل شروط قاسية,فزحف بجيشه, وفي منتصف شوال سنة 400 هـ التقى في "عقبة البقر " بقوات المهدي وانهزم الاخير ومن معه من الافرنج, وظن المستعين ان الدائرة قد وقعت عليه, ففر وأعاد البربر الكرة ودخلوا قرطبة وحملوا معهم ذويهم ومتاعهم وخرجوا منها ودخلها المهدي ([32]) فاخرج هشاما المؤيد للناس وبايع له وقام بامر حجابته ظنا منه ان بذلك سيوطد حكمه ([33]) وكان مستبدا شديدا ونقل ابن بسام عنه انه قد سبق المعتضد بن عباد الى اتخاد الحديقة المطلعة لروؤس اعدائه التي اصبحت شغلا للنضارة وذكرها شعراؤه مثل قول صاعد بن الحسين من قصيده اولها ([34]):-

جلاء العين مبهجة النفوس

حدائق أطلعت ثمر الروؤس

هَناك الله مهديّ المساعي

جنى الهامات من تلك الغروس

فلم ار قبلها وحشا جميلا

كريه روائه أنس الأنيس

فماذ يملأ الاسماع منها

اذا ملئت من انباء الطروس

الصفحات