أنت هنا

قراءة كتاب صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)

صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)

كتاب " صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا) " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 3

وخلفه في الحكم ابنه عبد الملك المظفر الذي لم يختلف عن ابيه في السياسة و البأس و القوة و العلم ، وصف المقري عهده بقوله: (( وكانت ايامه أعيادا دامت مدة سبع سنين وكانت تسمى بالسابع تشبيها بسابع العروس)) ([7]) وتوفي سنة 399 هـ في ظروف غامضة، تولى الامر بعده اخوه عبد الرحمن الملقب بشنجول نسبة إلى جده من امه ([8]) وتلقب بالناصر لدين الله، و سجل ابن دراج القسطلي ذلك في مرثيته في المظفر معزيا اخاه ومهنئا اياه بتنصيبه بقصيدة مطلعها ([9]): -

ما اطبق الهم إلا ريثما انفرجا

ولا دجا الخطـبُ إلا وشك ما انبلجا

ولم يكن ذا خبرة بالسياسة و علمها ودرايتها افتتح امره (( بالخلاعة و المجانة مجاهرا بالفتك وشرب الخمر)) ([10]) واستمر في نهج ابيه و اخيه في الحجر على الخليفة و التودد اليه، وحمله على توليه ولاية العهد معلنا عنها في جمع من رجال الدولة وزعماء الطوائف وكان لذلك القرار اثره السيء على حكمه (( فكان فيه حتفه وانقراض دولته ودولة قومه وكان اسرع الناس كراهة لذلك الامويون و القرشيون)) ([11]) وتقليدا لابيه واخيه خرج في غزوة إلى قشتالة في ظروف سياسية ومناخية غير ملائمة فاجتمع الساخطون على حكمه واجمعوا أمرهم في غيبة المذكور، و وثبوا على صاحب الشرطة فقتلوه وخلعوا هشاما المؤيد سنة تسع وتسعين وثلائمائة للهجرة ([12]) وكانت بداية للفتنة التي استمرت ثلاثا وعشرين سنة، ونقطة انهيار من القمة إلى الهاوية في سرعة مذهلة ثم انحلال طويل استمر قرونا عدة، وعندما صلت الاخبار إلى عبد الرحمن الحاجب بن المنصور بمكانه في الثغر ، ارتد بقواته فتفرق عنه جنده ، وجوه البربر و تسللوا إلى قرطبة معلنين ولاءهم للخليفة الجديد محمد بن هشام عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر الملقب بالمهدي ، فاعترضه جماعة منهم و قطعوا راسه([13]) و انتهت الدولة العامرية و قال في ذلك أبو طالب عبد الجبار في أرجوزته الطويلة ([14]):-

لما انقضت دولة آل عامــــر

قام بها المهدي من آل الناصر

فوقعت بينهــــم حروب

لاح له من بينها الــــهروب

فاظلمت في عصــره الآفـاق

وعمها الشقاق و النفــــاق

وقال ابن فرج الالبيري ــ السميسرــ في بني عامر ([15]):

اصاب الزمان بني عامـر

و كان الزمان بهم يفخر

فعاد نهارهم مظلمــــــــا

و ليلهم بعد لا يقمـــــــر

وفي هذه الفتنة انكشفت الاحقاد الدفينة وقلبت المقاييس وخربت الدور و عمت الفوضى و فقدت الخلافة هيبتها و انهارت اركان الدولة، ووصف المقّري ذلك الحدث نقلا عن ابن الرقيق قائلا (( ومن اعجب ما روى انه من نصف نهار يوم الثلاثاء لاربع بقيت من جمادى الآخرة إلى نصف نهار يوم الأربعاء ، فتحت قرطبة، وهدمت الزهراء، وخلع الخليفة وهو المؤيد، وولي الخليفة وهو المهدي، و زالت دولة بني عامر العظيمة و قتل وزيرهم محمد بن عسقلاجة، و اقيمت جيوش من العامة، ونكب خلق من الوزراء اخرون وكان كله على يد عشرة رجال فحّامين و جزّارين و زبّالين، وهم جند المهدي هذا، و قد قيل فيه: ــ

قد قام مهدينا و لكـــــــنّ

بملة الفسق و المجـونِ

وشارك الناس في حريــم

لولاه ما زال بالمصــونِ

من كان من قبل ذا أجمــا

فاليوم قد صار ذا قرونِ

....ولقد كان قيامه مشئوماًعلى الدين والدنيا فأنه فتـــــــــح أبواب الفتنة بالاندلس..) ([16]).

الصفحات