أنت هنا

قراءة كتاب القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان

القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان

كتاب " القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 1

تقديم :حول معالم البحث

الحمد لله الذي كرَّم الإنسان، وعلَّمه البيان، والصلاة والسلام على نبي الرحمة العدنان، وعلى آله وصحبه سادة الأنام، وبعد:

فإنه كلما استبدت الأهواء والشهوات الجامحة في أصقاع العالم، وتفاقمت المشكلات والفتن والحروب، وضاق الناس ذرعاً أو هماً بما يحدث، واضطربت المعايير وازدوجت، وكأنهم في جحيم ويأس وقنوط؛ وجَدُوا في رحاب الهدي الإلهي، ولدى نخبة من حكماء العالم ومفكريهم وأئمة العلم، طريقَ الإنقاذ، وأمل النجاة، وسبيل السعادة إذا أرادوا الخلاص.

وهذا يدعونا إلى المزيد من التشبث برصيد الإنسانية السامية وعطاءات المحبين الرحماء، ومعرفة شعاعات الخالدين الذين هم أقوى وأصلب عزيمة من الظَّلَمة والقساة، وأبعد فكراً، وأسمى مقصداً، وأكثر حرصاً على مستقبل الحياة الإنسانية من أولئك العابثين بالقيم الخيرة، والمبادئ العليا، لتخفيف آلام البشرية، وتطويق ويلات الحروب والنزاعات الصاخبة، سواء في العلاقات الدولية وقت السلم والحرب، أم في صعيد الحياة الداخلية أو الإقليمية التي يكتوي الضعفاء والمعذبون بنيران الثورات فيها، وإفرازات الإرهاب والجرائم في أنحائها، ولبعث الآمال العذبة والبشائر المفرحة المثلجة للصدور، والمفرِّجة لهموم النفوس.

وإن العالم الإسلامي، بما لديه من رصيد خالد عظيم من الأوامر والتوصيات والزواجر والروادع الإلهية، وبسبب أن المسلمون يُعدون في وقتنا الحاضر خمس سكان العالم، فهم مطالبون ببيان نظام شريعتهم الربانية، لبيان الفرق الشاسع بين وسط الأشقياء في متاهات الظلم والظلمات، والتهديد بمصير مشؤوم، وبين منارات السعداء ومشاعرهم، والتعلُّق بأحلام الأخيار وعقيدتهم، كما أخبر الله تعالى في كتابه المجيد: {فَأَمّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (*) خالِدِينَ فِيها ما دامَتْ السَّماواتُ وَالأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ (*) وَأَمّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتْ السَّماواتُ وَالأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 11/106-108].

وهذا التحذير أو الترهيب، والتشويق أو الترغيب، إنما هو من أجل تفادي مخاطر (نار الدنيا) والظفر بنعيم (جنة الدنيا) قبل نعيم عالم الآخرة.

ومما ينبغي العلم به أن في شريعة الإسلام الخالدة والمجيدة أصولاً ومعالم خمسة توازي تماماً مقاصد الشريعة التي هي: (الدين، والنفس، والعقل، والنسب أو العرض، والمال)، وهي:

(الحق، والعالمية، والخلود، والخاتمية، والإنسانية).

الصفحات