أنت هنا

قراءة كتاب القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان

القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان

كتاب " القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 2

- فالإسلام دين الله الخالد الثابت، قائم في معطياته وميزاته الكبرى، في مجال موازنته مع اليهودية العنصرية المغلقة، والمسيحية دين المحبة والسلام، على أنه ضد الباطل المهزوم؛ ألا وهو أنه دين الحق المنصور، والشامخ الشامل للأحكام التشريعية القائمة على مقتضى الحكمة والرشد والسلامة العامة، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ *} [الصف: 61/9][1].

- والإسلام: دين ذو نزعة عالمية ، يحمل في طياته الخير والسعادة والنجاة لجميع العالم في الدنيا والآخرة، من غير أي شائبة نفع خاص أو مصلحة مادية قاتمة، على عكس «العولمة» الأمريكية الغربية المشوبة بأطماع التسلط والفوقية والمادية الطاغية ولطحن الثقافات المحلية، في ألوانها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، قال الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا *} [الفرقان: 25/1] .

- والإسلام هو الدين الخالد الباقي إلى يوم القيامة، بشموله وغناه وتشريعاته العقدية، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ *} [الحجر: 15/9] .

- والإسلام هو خاتمة الأديان السماوية، الذي جسَّد الله فيه أقوم وأعدل وأسمى ما اشتملت عليه اليهودية والمسيحية، ليظل الشرع الدائم الصالح لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة، قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا *} [الأحزاب: 33/40] .

- والإسلام هو حامي حمى الإنسانية السامية وحقوق الإنسان. فكل الأصول أو المعالم السابقة: «الحق، والعالمية، والخلود، والخاتمية والإنسانية»، إنما هي من أجل رعاية مصالح الإنسان السوي السعيد، وتلك الرعاية هي غاية تنزيل القرآن الكريم، فلولا (الإنسان) وتكريمه، لما وجد الكون، وكان كل ما في الكون من أجل الإنسان. والدلالة على ذلك سورة مستقلة في القرآن هي سورة الإنسان أو سورة الدهر (1 - 31)، وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 2/29] ، ولولا رحمة الله بالإنسان ورسالة الإسلام لما بقي العالم؛ لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ *} [الأنبياء: 21/107] .

ومن أجل الإنسان شرع الله له تنظيم العلاقات الإنسانية الاجتماعية في قوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ *} [الحجرات: 49/13] .

ولأننا أصحاب رسالة إلهية، علينا أن نسهم بقدر الوسع في احترام العمل بالقواعد الإنسانية وتفعيله من أجل خير الإنسان وحماية مستقبله، وهذا هو الدافع الأساسي لتصنيف هذا الكتاب.

ومنهجي أو خطتي في هذا الكتاب على النحو الآتي؛ في ثلاثة أبواب:

الباب التمهيدي- الإسلام وتكريم الإنسان وحقوقه وضماناتها.

الباب الأول- القانون الدولي الإنساني في الإسلام والأعراف والاتفاقيات الدولية. (مفهومه ومشتملاته ومصادره وتطوره وتطبيقه وخصائصه).

الباب الثاني- المقارنة بين قواعد الشريعة الإسلامية والاتفاقيات الدولية في الإطار الإنساني والعمل على تنفيذها واحترامها.

والله يحب المحسنين

الصفحات