أنت هنا

قراءة كتاب الحكايات الشعبية في البلاد الشامية (الجزء الاول)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحكايات الشعبية في البلاد الشامية (الجزء الاول)

الحكايات الشعبية في البلاد الشامية (الجزء الاول)

كتاب " الحكايات الشعبية في البلاد الشامية (الجزء الاول) " ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من المقدمة :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 1

الحكاية في الأدب الشعبي

الأدب الشعبي هو أحد أهم جوانب التراث الذي يصور بدقة واقع حياة الشعب من عادات وأعراف وعقائد وفنون. ذلك الموروث التراثي الذي نتعرف من خلاله على طباع ونفسية وصفات حياة أفراد المجتمع وأخلاقهم ومعاناتهم، فهو يمثل كل المأثورات والخصائص، فالموروثات الشعبية تصور جوانب حياة الناس اليومية الثقافية، والسلوكية من حكايات، وأمثال، وتقاليد الأفراح والأحزان، والأعياد وأغاني، وأهازيج، وعدّاويات، ودبكات، والزي الشعبي، والمسكن والمأكولات، وغيرها ممّا ورثته الأجيال بعضها عن بعض على مر التاريخ حتى وصلتنا كما نعرفها حالياً فكونت الشخصية القومية الوطنية للإنسان العربي في حقبة ما من تاريخ الأمة،.

ونستطيع أن نتبين أصول الموروثات الشعبية وجذورها الموغلة في التاريخ والتي تعرضت للتغيير، والتبديل والحذف والإضافات لتتناسب مع التطورات الاجتماعية، والثقافية والبيئية، فحافظ الناس على ما يناسبهم وتركوا ما لا يلائمهم، وأضافوا من ثقافتهم المعاصرة ما يريدون .

معظم الصور والمظاهر التراثية في الوقت الحاضر بدأت تتلاشى، وتندثر مع تقدم الزمن وتوقف العمل بها منذ أكثر من ربع قرن بسبب التطور الاجتماعي والثقافي والتقني الهائل، وظهور وسائل الإعلام الحديثة من تلفاز وإذاعة وصحف وكتب واتصالات التي عملت جميعها بقوة على إزاحة الموروثات الشعبية، والمظاهر التراثية القديمة عن مكانتها، فأهملها الناس وتخلوا عنها ولم يعودوا يشعرون بالحاجة لممارستها .

الأولاد لم يعودوا يتحلقون حول الجدّة لتروي لهم حكاياتها الجميلة الساحرة بعد أن حلّت ( الشاشة الصغيرة ) محل الجدّة, كجدّة حديثة متطورة بالإضافة إلى كتب ومجلات الأطفال الأدبية التي أصبحت أكثر ملائمة لعقلية الطفل وثقافته ونفسيته وطموحه. كما أن عادات وتقاليد الأعراس والمناسبات لم يعد بالإمكان ممارستها و العمل بها بعد التطورات الاجتماعية، والاقتصادية، من زحمة العمل، وضيق الوقت والمسكن والساحات، وانصراف اهتمام الناس إلى أشياء أخرى، كل هذا أدّى إلى إلغاء مظاهر الأعراس الشعبية، والاحتفالات العامة للناس، وحلّ محلّها الحفلات في الصالات المغلقة المزدحمة بالناس والألحان الصاخبة والرقص الفردي لعدّة ساعات، ثم تنتهي الحفلة بأن تسير قافلة العرس إلى الفندق أو بيت العروســين وانتهى الأمر.

الصفحات