كتاب " الحكايات الشعبية في البلاد الشامية (الجزء الاول) " ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من المقدمة :
أنت هنا
قراءة كتاب الحكايات الشعبية في البلاد الشامية (الجزء الاول)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ومنها القطة البيضاء والكلب الأسود
كان في قطة بيضاء صغيرة ، تمشي في الطريق بغندرة . وجدت أمامها درخوش في ليلة مقمرة. مدت يدها فيه طلعت محنّاية. نظرت إلى السماء رجعت مكحلة. مرّت على بيت السلطان، لبسوها بدلة كتّان.
مرت على بيت الوزير, لبسوها ثوب حرير. مرّت على بيت القاضي، لبسوها قلادة. رجعت إلى البيت متل العروس. لاقاها في الطريق كلب أسود رذيل، أراد أن يشلّحها ثيابها وقلادتها. قالت له: افعل مثل ما فعلت، تنال مثل ما نلت .
طمع الكلب وذهب إلى الدرخوش، مدْ يده طلعت مقطوعة. نظر إلى السماء، رجع أعمى. مر على بيت السلطان، ضربوه بالقضبان. مر على بيت الوزير، ضربوه بالجنازير. مر على بيت القاضي، مسكوه ورموه بالوادي .
ومنها المرأة القصيرة
كانت امرأة قصيرة، عندها دار صغيرة. كنّستها، نظفتها، رشّتها كويّس. وجدت فيها فليس، اشترت فيه دبيّس، وضعته على الرف. هدّت عليه دبانة، قالت لها كش، ردت عليها: ما بكش. قالت: كش. ردت: ما بكش. قالت: كش. ردّت ما بكش. راحت اشتكت عليها للقاضي. فكّر القاضي وقال: وين ما شفتي دبانة، اضربيها بالشحّاط. ما خلّص القاضي كلامه حتى وقفت دبانة على ذقنه. شلحت الشحّاط وضربتها.
صرخ القاضي: أخ لم فعلت ذلك ؟ . ردّت عليه: أنت قلت ذلك.
وقد رصدت من هذه المقدمات والفرشات عدداً قليلاً، بسبب موت الجدّات أصحاب الحكاية الأصلية ،ونسيان أغلبها من قبل حفظة الحكايات من الجيل الثاني.
هذه نماذج من المقدمات والفرشات التي تستهل الجدّة بها حكايتها الجميلة التي تعبّر عن وعي الذاكرة الشعبية لضرورتها والتي تدل على الإبداع في الأدب الشعبي المميز وطبيعة الثقافة السائدة والنفسية الخاصة لعامة الشعب.
وكما تختلف مقدمة الحكاية من الرجل إلى المرأة فإن اللغة والألفاظ المرافقة للقص أيضاً تختلف بينهما. فالمرأة تستخدم ألفاظ:(يا عيني - يا بعد روحي – تقبرني – يا ويلي – يا خطيتو ـ المعتّر.. . الخ ) من الألفاظ التي لا يستعملها الرجال. لذلك إذا كُتبت الحكاية الشعبية بألفاظها الأصلية وروحها وبيئتها الخاصة، يستطيع المستمع أو الدارس أن يميزّ بين الراوي المرأة والراوي الرجل.


