كتاب " قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري " ، للكاتب مصطفى الصوفي ، يتحدث الكتاب عن دراسات في الثقافة والفن والأدب ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
النقد الأدبي الخلاّق
النقد الأدبي عمل فني إبداعي قائم بذاته ومواز للإبداع الأدبي، وليس تابعاً له ولا متقدماً
عليه، وهذه الخصوصية أعطته قيمة عالية وضعته في مصاف الفنون المبتكرة الخلاقة ذات الغايات والمضامين الإنسانية والجمالية النبيلة .
والنقد الذي يحمل هذه الخصائص يعتبر نقداً جيداً له قيمة أدبية مبدعة يمارسه الناقد في ساحة النص الأدبي بحثاً وتنقيباً وتفصيلاً، ويكشف خفاياه وأسرار تكوينه ويبين إيجابياته وسلبياته، ويبرز ما خفي منه على القارئ العادي، ولم يخطر على باله في القراءة الأولى للنص .
عندها يحقق النقد هدفين أساسيين :
أولاً: يزيد متعة القارئ ومعرفته للنص .
وثانيا:ً يعمق إحساس القاريء بحرارة النص ويحرك الحياة الكامنة بين سطوره وكلماته ...
وحتى عندما يقوم النقد بعرض الجوانب السلبية للنص أمام القارئ والكاتب فإنه يؤدي بهذا رسالة خلاقة ونبيلة غايتها الفعل الإيجابي لرفع سوية الكاتب، وتطويره فنياً وتقنياً وترميم ما غفل عنه في لحظة سهو أو ذهول غالباً تحدث للكاتب المبدع في أي فن كان ...
أما عندما ينحرف النقد عن مساره الصحيح وأهدافه السامية، فإنه يسيء بقصد أو غير قصد للكاتب وللنص معاً، ويمارس الناقد هذا الانحراف بعدة أشكال:
عن طريق التهجم والعدوان الفاضح المتعمد لدوافع نفسية مرضية حاقدة بإظهار العمل على أنه تافه ليس له قيمة ولا يستحق القراءة ولا حتى التقييم، فيغتال النص الأدبي بمجزرة دموية رهيبة تقتل نفسية الكاتب وترديه في وهدة الإحباط واليأس والقهر، وتكون نتيجتها غالباً التخلي عن الكتابة وتحطيم القلم وتمزيق الأوراق ...
وهذا غالباً ما يحدث للكاتب الشاب الناشئ الذي يطمح بتواضع أن يجد موطئاً لقدميه الصغيرتين في ساحة الأدب الكبيرة .