أنت هنا

قراءة كتاب الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

تبدأ صلتي بهذا الموضوع من رغبتي في التعرّف إلى الأدب النسائيّ، وتتبّع اتجاهاته، ومن ثمّ الوقوف على دور المرأة العربيّة في عصور متعدّدة؛ فقد تضمّن تراثنا العربيّ صورة للمرأة رسمها الرجل فغدت أشبه بالأسطورة، وتضمّن التراث ذاته المرأة الواقع؛ لذلك رأيت أن أكتب

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
التعريف بليلى الأخيليّة
 
يعرض هذا الفصل بالبحث لجوانب متعدّدة تتآزر لتعرفنا على حياة الشاعرة، وهذه الجوانب تتلخّص في بحث؛ اسمها ونسبها وصفتها وزواجها وأولادها ووفاتها؛ وسوف نتناول بحث هذه الجوانب مفصّلة كلًّا على حدة.
 
أ - اسمها ونسبها:
 
تجمع المصادر القديمة التي عرضت لذكر هذه الشاعرة أو ترجمت لها على أنّ اسمها الأوّل هو ليلى، كما تجمع على نسبتها إلى جدّها الأعلى الملقَّب بالأخيل، فيكون اسمها الذي اشتهرت به وأجمعت عليه المصادر دون خلاف هو «ليلى الأخيليّة»، إلا أنّ الخلاف يقع بين هذين الاسمين في سلسلة نسبها، بزيادة أو نقصان أو اختلاف في الترتيب.
 
إنّ من أقدم الكتب التي وصلت إلينا ويرد فيها ذكر لها باسمها الذي اشتهرت به هما كتابا (جمهرة النسب) للكلبيّ (ت204هـ) و (فحولة الشعراء) للأصمعيّ (ت216هـ)(1)، أمّا أقدم كتاب فصّل القول في حياتها وأخبارها مع توبة فقد يكون كتاب الزبير بن بكّار (ت 256هـ) الموسوم بـ (أخبار توبة بن الحميّر وليلى الأخيليّة) الذي أشار إليه ابن النديم (ت385هـ) في (الفهرست) وياقوت الحموي (ت626هـ) في (معجم الأدباء) (2)، ولا ندري كيف جاء ذكر اسمها ونسبها فيه على وجه التحديد؛ لأنّ يد الدهر قد عدت على الكتاب فلم نظفر به.
 
أمّا ابن قتيبة (ت 276هـ) فهو يهتمّ بأخبارها وبعض أشعارها في كتابه (الشعر والشعراء)، ويورد اسمها بنسبتها إلى جدّها الأخيل غاضًّا الطرف عن ذكر اسم أبيها وما علاه حتى يصل إلى الأخيل، بيد أنّه يذكر تفصيل نسبها في موقع آخر عندما يتحدّث عن توبة بن الحميّر، فيقول: هي «ليلى بنت عبد الله بن الرحالة بن كعب بن معادوية، ومعاوية هو الأخيل بن عبادة، من بني عُقيل بن كعب»(3)، وكان الكلبيّ قد ذكر سلسلة مخالفة لهذه عندما قال عنها: «ليلى بنت حذيفة بن شدّاد بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عُقيل، ويقال: ليلى بنت الرحالة، قال الكلبيّ: فلا أدري: أهو حذيفة أم ماذا»(4).
 
ويذهب صاحب كتاب (بلاغات النساء)، أحمد بن أبي طاهر بن طيفور (ت280هـ) إلى أنّ اسمها «ليلى بنت الأخيل بن ذي الرحالة بن شدّاد بن عبادة بن عقيل»(5). ولعله بذلك ينسبها إلى جدّها ولا يقصد أنّ الأخيل هو والدها، إذ لم يقل أحد بهذا، ونجده يضع كلمة «ذا» قبل اسم الرحالة ويتبعه بذكر شدّاد، ممّا يقوّي أن يكون الرحالة هذا هو حذيفة كما تساءل الكلبيّ.

الصفحات