تبدأ صلتي بهذا الموضوع من رغبتي في التعرّف إلى الأدب النسائيّ، وتتبّع اتجاهاته، ومن ثمّ الوقوف على دور المرأة العربيّة في عصور متعدّدة؛ فقد تضمّن تراثنا العربيّ صورة للمرأة رسمها الرجل فغدت أشبه بالأسطورة، وتضمّن التراث ذاته المرأة الواقع؛ لذلك رأيت أن أكتب
أنت هنا
قراءة كتاب الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
![الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي](https://files.ektab.com/php54/s3fs-public/styles/linked-image/public/book_cover/a35.jpg?itok=MM28rxoL)
الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي
الصفحة رقم: 8
فقال وما ذاك لله بلادك؟ فوالله ما أنا به عالم. قال: ذاك خباء ليلى الأخيليّة وهي أحسن النّاس وجهًا وزوجها رجلٌ غيور، فهو يعزب بها عن النّاس فلا يحلّ معهم، والله ما يقربها أحد ولا يضيفها، فكيف نزلت أنت بها؟ قال: إنّما مررت فنظرت إلى الخباء ولم أقربه، وكتمها الأمر، وتحدّث النّاس عن رجل نزل بها فضربها زوجها، فضربه الرجل ولم يُدر من هو فلمّا أخبر باسم المرأة وأقرّ على نفسه، تغنّى بشعر دلّ فيه على نفسه، وقال:
أَلَا يَا لَيْلَ أُخْتَ بَنِي عُقَيْلٍ
أَنَا الصَّحْمِيُّ إِنْ لَمْ تَعْرِفِينِي
دَعَتْنِي دَعْوَةً فَحَجَزْتُ عَنْهَا
بِصَكَّاتٍ رَفَعْتُ بِهَا يَمِينِي
فَإِنْ تَكُ غَيْرةٌ أُبْرِئْكَ مِنْهَا
وَإِنْ تَكُ قَدْ جُنِنْتَ فَذَا جُنُونِي»(32)
هكذا يفعل من تكون زوجه جميلة، ويكون غيورًا عليها، وقد يكون ثمّة أصل لبعض هذه القصّة، لكن تفاصيلها على غير ما رويت عليه، ذلك أنّ أحداثها ذيّلت بأبيات من الشعر توحي بأنّ القصّة قُدّت لتناسبها. أمّا شاهدنا في هذا الخبر فهو أنّ ليلى تزوّجت في أثناء حياة توبة من أحد بني قومها، وبقيت تتّصل به؛ يؤيّد ذلك قولها تخاطبه، وقد طلب منها حاجة:
لَنَا صَاحِبٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَخُونَه
وَأَنْتَ لِأُخْرَى فَارِغٌ وَحَلِيلُ(33)
وقد عرّض توبة بهذا الزوج، فقال:
لَعَلَّكَ يَا تَيْسًا نَزَا فِي مَرِيرَةٍ
مُعَاقِبُ لَيْلَى أَنْ تَرَانِي أَزُورُهَا(34)
وهو ذاته الزوج الذي ذكره النابغة الجعديّ في تعريضه بليلى، فذكر أنّه أخيليّ وأذلغيّ، إذ قال:
وَقَدْ أَكَلتْ بَقْلًا وَخِيمًا نَبَاتُهُ
وَقَدْ أُنْكِحَتْ شَرَّ الأَخَايِلِ أَخْيَلَا