أنت هنا

قراءة كتاب الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

تبدأ صلتي بهذا الموضوع من رغبتي في التعرّف إلى الأدب النسائيّ، وتتبّع اتجاهاته، ومن ثمّ الوقوف على دور المرأة العربيّة في عصور متعدّدة؛ فقد تضمّن تراثنا العربيّ صورة للمرأة رسمها الرجل فغدت أشبه بالأسطورة، وتضمّن التراث ذاته المرأة الواقع؛ لذلك رأيت أن أكتب

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
أمّا أبو الفرج الأصفهانيّ (ت 356هـ) فقد قدّم لنا ترجمة مسهبة للشاعرة، واسترسل في ذكر أخبارها، واعتنى بذكر نسبها فقال: «هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال - وقيل ابن الرحالة- بن شدّاد بن كعب بن معاوية، وهو الأخيل، وهو فارس الهرّار، ابن عبادة بن عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة»(6) فلم يزد على ما ذكر ابن قتيبة إلّا شدّادًا، ثمّ أكمل سلسلة النسب حتى وصل إلى عامر بن صعصعة.
 
ونجد المرزبانيّ (ت 378هـ) في (معجم الشعراء) يتابع الكلبيّ في ذكر حذيفة بن كعب بن معاوية(7)، في حين يسقط الحصريّ القيرواني (ت 453هـ) صاحب (زهر الآداب) شدّادًا من النسب ويجعل كعبًا بعد عبد الله وقبل الرحالة، فيكون الاسم عنده «ليلى بنت عبد الله بن كعب بن ذي الرحالة بن معاوية بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة»(8).
 
لكنّ ابن حزم الأندلسيّ (ت 456هـ) يجعل من حذيفة أبًا لها متابعًا الكلبيّ ومن نقل عنه، ويؤكّد أنّ كعبًا هو الأخيل وليس معاوية، وليس من شكّ في أنّه نقل عن الكلبيّ؛ إذ بينهما تطابق في السلسلة؛ إلا أنّ ابن حزم يضع بعد شدّاد بن كعب «ذاالرحالة» وما دون ذلك فإنّه يذكر كلام الكلبيّ(8). وعن ابن حزم أخذ ابن ميمون (ت597هـ) (9) والقلقشنديّ (ت 821هـ)(10).
 
ويتّضح ممّا تقدّم أنّ أقدم مصدر ذكرها هو الكلبيّ الذي يمكننا اعتماده، بحيث يكون اسمها ليلى بنت حذيفة أو عبد الله وقد يكون اسمه الرحالة أو ذا الرحالة، ابن شدّاد بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل. ونكون بذلك قد استرشدنا ببعض المصادر الأخرى، وقد حذفنا الرحالة أو ذا الرحالة من أن يكون مستقلًّا عن حذيفة أو عبد الله لأنّنا نميل إلى القول بوجود ثلاثة أسماء بين ليلى ومعاوية حسب؛ إذ ذكرت المصادر أنّ معاوية هو فارس الهرّار أو الهزّار أو الهرّاز(12)، وأنّه أدرك الإسلام ووفد على الرسول ﷺ وله صحبه(13)، وإذا كان ذلك كذلك فلا بدّ من اختصار السلسلة بينه وبين ليلى قدر المستطاع، فهي ماتت في الأغلب ما بين عامي 86 و96 هـ، وقد تكون ولدت مع بداية الدعوة الإسلاميّة، وليس من السهل أن تجتمع هي ووالد جدّ جدّها، وإن أمكن أن تجتمع بجدّ جدّها في حياته، فيكون معاوية هو جدّ جدّها.
 
لكنّنا نردّ قول الكلبيّ في أنّ الأخيل هو كعب بن معاوية، آخذين بقول الآخرين الذين ذهبوا إلى أنّ الأخيل هو معاوية، ويسندنا في هذا أمران؛ أحدهما أنّ الأبيات الأربعة التي مطلعها:

الصفحات