أنت هنا

قراءة كتاب إمبراطورية الأكاذيب : مصطلحات الخداع الأمريكي بعد أحداث 11/أيلول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إمبراطورية الأكاذيب : مصطلحات الخداع الأمريكي بعد أحداث 11/أيلول

إمبراطورية الأكاذيب : مصطلحات الخداع الأمريكي بعد أحداث 11/أيلول

كتاب " إمبراطورية الأكاذيب : مصطلحات الخداع الأمريكي بعد أحداث 11/أيلول " ، تأليف نبال خماش ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

إختفاء أعداء الديمقراطية 

The Disappearance of Democracy Enemies

عنوان وثيقة أعدها مستشارون في البيت الأبيض رسموا من خلالها ملامح خطة واشنطن إزاء الشرق الأوسط الجديد في عامي 2003، 2004· أما الفكرة الأساسية التي ارتكزت عليها الخطة فهي عنوانها أي اختفاء من أسمتهم بأعداء الديمقراطية والسلام من الشرق الأوسط وهم بالترتيب الرؤساء: العراقي صدام حسين، الفلسطيني ياسر عرفات، السوداني عمر البشير، الليبي معمر القذافي، والسـوري بشار الأسد· ولاعتبارات من أهمها تجنب الصدام مع إيران في فترة صدورها على الأقل، فإن هذه الوثيقة خلت تماماً من ذكر الإيرانيين والأوضاع الداخليـة لهم·

صحيفة الأسبوع المصرية نشرت المحاور الأساسية لهذه الوثيقة وأهم الأفكار الواردة فيها والتي أبرزها:

- تقوم الوثيقة في أساسها على فكرة الارتباط الأوروبي-الأميركي، وإقرار القيام بعمليات عسكرية مباشرة ضد كل من أسمتهم بـ أعداء الديمقراطية في الشرق الأوسط وهذا يتطلب إنشاء قواعد عسكرية متطورة لحلف الأطلنطي بعد إسقاط نظام صدام حسين، على أن يكون قوام هذه القوة 1 2 0 ألف جندي أميركي-أوروبي· ولن تقتصر مهام هذه القوات على العراق، إنما ستمتد في مهام أمنية وعسكرية إلى بقية دول المنطقة·

- حددت الوثيقة نسبة اقتسام الغنائم البترولية في الشرق الأوسط على الشكل التالي: 04% للولايات المتحدة و06% يتم تقسيمها بين دول الحلف·

- أشارت الوثيقة إلى ضرورة التوصل لفهم مشترك من أجل تقديم حل للنـزاع العربي-الإسرائيلي، بحيث لا يجد العرب طرفاً آخر وسيطا يوافقهم على كل أو بعض مطالبهم، فيضطرون إلى قبول ما هو معروض عليهم·

ونشرت الصحيفة المصرية في مادتها المطولة النص الحرفي المتعلق بهذا الجانب من الوثيقة، حيث ورد في هذه المادة : لقد عانت منطقة الشرق الأوسط كثيراً بسبب أحداث النـزاع الذي ألقى بغيوم سوداء على المصالح المستقرة في هذه المنطقة، ولكن في العامين الأخيرين أصبح مؤكداً أن الإرهابيين بدأوا يلعبون الدور الأكبر في تحويل دفة الصراع، وأصبحت لهم الغلبة الأساسية حتى توارت الحكومة الشرعية الفلسطينية· كما بدا يقيناً للأميركيين، وفق ما هو وارد في الوثيقة، أن حكومة عرفات تدعم هذا الاتجاه الإرهابي، لتخلص الوثيقة في النهاية إلى وضع تصور يتم من خلاله القضاء على الجماعات الإرهابية، واعتقال كافة عناصرها من خلال تدخل القوات اأطلسية، لتجري من ثم انتخابات فلسطينية يتم على أساسها اختيار حكومة فلسطينية جديدة·

- بعد الانتهاء من هذه المرحلة ستتجه أنظار قوات الأطلسي إلى ليبيا، وسيكون المدخل هو التفتيش عن أسلحة دمار شامل، وعملية التفتيش لن تأخذ وقتاً كما كان الحال مع العراق، وسيتم الانتهاء عسكرياً من نظام القذافي في أقل الخيارات الأمنية المتاحة، وتقترح الوثيقة أن يتواجد في ليبيا عدد لا يزيد عن 20 ألف مقاتل من قوات الأطلسي·

- بعد ليبيا يأتي الدور على السودان من خلال تذكية الخلافات بين الحكومة السودانية والجنوبيين الأمر الذي يدفع بقوات حلف الأطلسي للتدخل وإسقاط نظام البشير·

- أما بالنسبة لسوريا فسوف يتم افتعال العديد من الأزمات معها، تارة بتوجيه الاتهام إليها بحيازة أسلحة دمار شامل، وتارة باحتضانها منظمات إرهابية، وفي النهاية تتقدم قوات الأطلسي تحت هذه المبررات لإسقاط حكم الأسد وتولية حكومة تقبل بالسلام والتعاون مع إسرائيل(6)·

كانت الإستراتيجية المعتمدة للولايات المتحدة في حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي تقوم على مبدأ الاحتواء والردع وهي التي مارستها الإدارات الامريكية المتعاقبة باقتدار من خلال أجهزتها المتعاونة؛ غير أن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش تخلَّت بالكامل عنها ولترسم من خلال رموزها اليمينية استراتيجية مختلفة تماماً، تقوم على مبدأ الحرب الوقائية وهي استراتيجية جديدة تعني مهاجمة الأطراف المستهدفة سياسياً وعسكرياً وبشكل انفرادي كلما سنحت الفرصة، وقلب موازين القوى القائمة في المنطقة ضمن تخطيط سياسي متحرك من منطقة إلى أخرى، هذه الاستراتيجية وضع معالمها ورسم حدودها تيار المحافظين الجدد الذي يتزعمه : نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز ، مستشار الوزارة ريتشارد بيرل، والرجل الثالث في نفس الموقع دوجلاس فيث· وقد وجد هذا التيار في أحداث 11 أيلول 1 0 0 2 كانت فرصة مناسبة لاعادة تقديم استراتيجيتهم هذه والتي كانت قد عرضت سابقاً على الرئيس جورج بوش بعيد إنتخابه إلا أنه رفضها· ونتيجة لأحداث أيلول تم إتخاذ قرار رسمي في البيت الأبيض بخوض حربين: الأولى بسرعة ضد أفغانستان، والأخرى بعد أشهر من انتهاء الأولى وموجهة ضد العراق الذي ستستخدم أراضيه بعد الاحتلال كقاعدة عسكرية للجيش الأمريكي تمكن الإدارة الأمريكية بموجبها من ممارسة ضغوط مباشرة بحق عدد من الدول العربية وفي مقدمتها سوريا·

غير أن المخطط اليميني الذي أُعد له تحت ذريعة أنّ الحملة الأمريكية هدفها نشر وتعزيز الديمقراطية في العالم العربي لم يكتب له النجاح كما رسم له، فبعد فترة وجيزة من الاحتلال الأمريكي للعراق أصيب هذا المشروع بالصميم بفضل المقاومة الوطنية للعراقيين التي تمكنت نتيجة للخسائر الفادحة التي ألحقتها بالجيش الأميركي والمتعاونين معه، من زعزعة الخطة الأمريكية وتعريتها أمام الرأي العام العالمي الذي أخذ يتساءل إن كانت الديمقراطية يمكن تحقيقها بحملات عسكرية هنا وهناك·

وبالفعل أخذت الإدارة الأمريكية بإعادة رسم سياساتها وأعادت أكثر من مرة تقييم خطط وزارة الدفاع الواقعة تحت نفوذ المحافظين الجدد، الذين تراجع نفوذهم ولو ظاهرياً بعد أشهر من غزو العراق·

التعديل الأول، والذي تناقلته وكالات الأنباء ونشرته عدد من الصحف في العالم نقلاً عن مصادر دبلوماسية أمريكية وأوروبية، أن مسؤولين فرنسيين وروس بارزين زاروا واشنطن في أيلول 3 0 0 2 تلقوا تأكيدات من كبار المسؤولين الأمريكيين بأن إدارة بوش تخلت نهائيا عن خطط سرية وضعها المحافظون الجددبالتنسيقوالتفاهم مع إسرائيل وتهدف إلى استخدام الخيار العسكري الأمريكي المباشر ضد سوريا ولبنان، ودولٍ أخرى بهدف زعزعة أنظمة هذه الدول أو تغييرها(7)·

التعديل الثاني اقتضى إدخال عناصر جديدة على الخطة الأصلية للمحافظين الجدد اوهموا من خلالها الرئيس الأمريكي بأن الحرب على العراق ستكون افضل الحروب في التاريخ وأن تبعات هذه الحرب وموجات التغيير التي ستليها ستكون كلها لصالح أمريكا· هذا التعديل اقتضى إدخال عنصر جديد في الخطة، وهي إسرائيل باعتبارها عنصراً أساسياً من تحالف الراغبين، وهو تحالف يضم عدداً من دول المنطقة تتعهد بتنفيذ مهام سياسية أو أمنية أو عسكرية لصالح الولايات المتحدة· من هنا جاءت الغارة الجوية التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية على عين الصاحب القريبة من دمشق (5/01/2 0 0 3)· وبعد أشهر من الغارة الاسرائيلية، شهدت بعض المناطق في سوريا اضطرابات ومواجهات عنيفة بين الاقلية الكردية وقوات الامن السوري، وطالب الأكراد في هذه الأثناء تدخل القوات الاميركية للدفاع عنهم والوقوف إلى جانبهم ضد السلطات السورية، وهذا التطور جاء في سياق تصاعد الضغوط الامريكية على سوريا بمثابة رسالة أمريكية موجهة لسوريا وكافة دول المنطقة، انه بالرغم من الفشل الأمريكي في العراق، فإن هناك اذرعاً موالية وحليفة للجسد الأمريكي قادرة على إتمام المشروع المتعثر وتحقيق غاياته في إعادة تركيب المنطقة كلما اقتضت الاستراتيجية الامريكية ذلك·

الصفحات