أنت هنا

قراءة كتاب استراتيجيات التدخل المبكر والدمج

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
استراتيجيات التدخل المبكر والدمج

استراتيجيات التدخل المبكر والدمج

كتاب " استراتيجيات التدخل المبكر والدمج " ، تأليف د. عبد الله محمد عبد الظاهر الخولي ، و د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

الفصل الأول

التعريف بمفاهيم الدمج ومبادرة التربية العادية

مقدمة :

شهدت مختلف ميادين التربية الخاصة تطورات وإنجازات كبيرة ، خاصة على صعيد المدارس ، سواء من حيث المناهج والأساليب ، أو آليات تقديم الخدمات لغير العاديين . وتجدر الإشارة إلى ما قاله روجرز ( Rogers (  صاحب النظرية الإنسانية فى " حرية التعليم "حيث دعا إلى قبول الطالب كما هو ، أى الانطلاق من موقع الطالب وليس موقع المعلم ، ويعتبر هذا توجها إيجابيا ، حيث إن " قبول الطالب كما هو " يحمل فى طياته جوانب غاية فى الأهمية لقبول الطفل المعاق ، والاعتراف بحاجاته ووضعها فى سلم الأولويات العائلى ، والمدرسى ، والاجتماعى .

وقد شهد القرن العشرين تطورا كبيرا فى مجال رعاية المعوقين وتأهيلهم ، ولجأت بعض الدول إلى وضع تشريعات تكفل للمعاقين بعض المزايا والحقوق التى تحقق لهم الاستقرار فى الحياة كمواطنين صالحين ، وتضافرت جهود العلماء والمفكرين فى سبيل توفير برامج التأهيل التى تساعد الفرد المعاق على استرداد أقصى ما يمكن من إمكانياته فى الحياة ، وذلك بتنمية ما تبقى لديهم من قدرات . وفى هذا الإطار ومع بداية النص الثانى من القرن العشرين تزايدت الانتقادات لنظام عزل المعاقين عن المجتمع ، وبدأت التوجهات فى التربية الخاصة تتحول من اتجاه العزل إلى الدمج مع الأطفال العاديين ونظائرهم غير العاديين ، وبذلك يتم دمج المعاقين فى جسم المجتمع لهدف اندماجهم وانتمائهم كمواطنين فاعلين .

ويرى المؤلفان أن معظم دول العالم بدأت الآن اتجاها أكثر جدية وعمقا نحو الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة ، بقصد رعايتهم وتوفير الخدمات الصحية ، والاجتماعية ، والتربوية ، والتأهيلية اللازمة لهم وذلك من أجل استغلال قدراتهم والوصول بهم إلى أقصى حد ممكن ، ومن ثم تحقيق الكفاية الذاتية ، والاجتماعية ، والمهنية كحق من حقوقهم الإنسانية والمدنية التى اعترفت بها الكثير من دول العالم ، ووضعت التشريعات الخاصة حماية لهم وضمانا لتوفير الخدمات التى يستحقونها . وقد بدأ الاهتمام برعاية ذوى الاحتياجات الخاصة مع بدايات القرن العشرين ، وكان التوجه قائما على عزلهم عن المجتمع بعد تقسيمهم إلى فئات كل حسب إعاقته ، فى مدارس خاصة بهم . وفى بداية القرن العشرين بدأت تتغير النظرة إليهم ، وبدأت تتعالى الأصوات التى تنادى وتدافع عن حقوقهم ، راغبة فى دمجهم فى فى مدارس العاديين .

ولقد قادت هذه الإنجازات والتطورات الكبيرة إلى تعليم الطلاب المعاقين ودمجهم فى التعليم العام ، ففى القرن الحادى والعشرين تغيرت النظرة السلبية تجاه المعاقين إلى نظرة تفاؤلية تقوم على الدمج التعليمى لا العزل والفصل فى مدارس خاصة ، حيث أكدت العديد من الدراسات الحديثة أن المعاقين وخاصة ذوى الإعاقات ( الجسدية ، والسمعية ، والبصرية ، والعقلية ) يتمتعون بقدرات وإمكانيات تؤهلهم للاندماج فى التعليم العام مع أقرانهم العاديين ، فدمج الطلاب المعاقين فى التعليم العام فى مرحلة مبكرة ، يساعدهم على تطور نموهم ، كما أن للدمج دورا فعالا فى تقبل  الطلاب العاديين لهم ، كما يتيح لهم الحياة فى بيئة طبيعية بعيدة عن العزلة والوحدة الاجتماعية .

الصفحات