كتاب " استراتيجيات التدخل المبكر والدمج " ، تأليف د. عبد الله محمد عبد الظاهر الخولي ، و د.
أنت هنا
قراءة كتاب استراتيجيات التدخل المبكر والدمج
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
استراتيجيات التدخل المبكر والدمج
الفصل الأول
التعريف بمفاهيم الدمج ومبادرة التربية العادية
مقدمة :
شهدت مختلف ميادين التربية الخاصة تطورات وإنجازات كبيرة ، خاصة على صعيد المدارس ، سواء من حيث المناهج والأساليب ، أو آليات تقديم الخدمات لغير العاديين . وتجدر الإشارة إلى ما قاله روجرز ( Rogers ( صاحب النظرية الإنسانية فى " حرية التعليم "حيث دعا إلى قبول الطالب كما هو ، أى الانطلاق من موقع الطالب وليس موقع المعلم ، ويعتبر هذا توجها إيجابيا ، حيث إن " قبول الطالب كما هو " يحمل فى طياته جوانب غاية فى الأهمية لقبول الطفل المعاق ، والاعتراف بحاجاته ووضعها فى سلم الأولويات العائلى ، والمدرسى ، والاجتماعى .
وقد شهد القرن العشرين تطورا كبيرا فى مجال رعاية المعوقين وتأهيلهم ، ولجأت بعض الدول إلى وضع تشريعات تكفل للمعاقين بعض المزايا والحقوق التى تحقق لهم الاستقرار فى الحياة كمواطنين صالحين ، وتضافرت جهود العلماء والمفكرين فى سبيل توفير برامج التأهيل التى تساعد الفرد المعاق على استرداد أقصى ما يمكن من إمكانياته فى الحياة ، وذلك بتنمية ما تبقى لديهم من قدرات . وفى هذا الإطار ومع بداية النص الثانى من القرن العشرين تزايدت الانتقادات لنظام عزل المعاقين عن المجتمع ، وبدأت التوجهات فى التربية الخاصة تتحول من اتجاه العزل إلى الدمج مع الأطفال العاديين ونظائرهم غير العاديين ، وبذلك يتم دمج المعاقين فى جسم المجتمع لهدف اندماجهم وانتمائهم كمواطنين فاعلين .
ويرى المؤلفان أن معظم دول العالم بدأت الآن اتجاها أكثر جدية وعمقا نحو الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة ، بقصد رعايتهم وتوفير الخدمات الصحية ، والاجتماعية ، والتربوية ، والتأهيلية اللازمة لهم وذلك من أجل استغلال قدراتهم والوصول بهم إلى أقصى حد ممكن ، ومن ثم تحقيق الكفاية الذاتية ، والاجتماعية ، والمهنية كحق من حقوقهم الإنسانية والمدنية التى اعترفت بها الكثير من دول العالم ، ووضعت التشريعات الخاصة حماية لهم وضمانا لتوفير الخدمات التى يستحقونها . وقد بدأ الاهتمام برعاية ذوى الاحتياجات الخاصة مع بدايات القرن العشرين ، وكان التوجه قائما على عزلهم عن المجتمع بعد تقسيمهم إلى فئات كل حسب إعاقته ، فى مدارس خاصة بهم . وفى بداية القرن العشرين بدأت تتغير النظرة إليهم ، وبدأت تتعالى الأصوات التى تنادى وتدافع عن حقوقهم ، راغبة فى دمجهم فى فى مدارس العاديين .
ولقد قادت هذه الإنجازات والتطورات الكبيرة إلى تعليم الطلاب المعاقين ودمجهم فى التعليم العام ، ففى القرن الحادى والعشرين تغيرت النظرة السلبية تجاه المعاقين إلى نظرة تفاؤلية تقوم على الدمج التعليمى لا العزل والفصل فى مدارس خاصة ، حيث أكدت العديد من الدراسات الحديثة أن المعاقين وخاصة ذوى الإعاقات ( الجسدية ، والسمعية ، والبصرية ، والعقلية ) يتمتعون بقدرات وإمكانيات تؤهلهم للاندماج فى التعليم العام مع أقرانهم العاديين ، فدمج الطلاب المعاقين فى التعليم العام فى مرحلة مبكرة ، يساعدهم على تطور نموهم ، كما أن للدمج دورا فعالا فى تقبل الطلاب العاديين لهم ، كما يتيح لهم الحياة فى بيئة طبيعية بعيدة عن العزلة والوحدة الاجتماعية .