كتاب " استراتيجيات التدخل المبكر والدمج " ، تأليف د. عبد الله محمد عبد الظاهر الخولي ، و د.
أنت هنا
قراءة كتاب استراتيجيات التدخل المبكر والدمج
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
استراتيجيات التدخل المبكر والدمج
أولاً: مفهوم الدمج ومراحل تطوره:
1-النشأة والتطور:
شهدت التربية الخاصة في السنوات الأخيرة تغيرات جذرية ذات معني تعكس تأثيراً قوياً للتغيرات المختلفة في القرن العشرين، حيث كان الاتجاه التربوي السائد حتى ستينات هذا القرن هو الاعتقاد بعدم ملائمة المدارس العادية للأطفال المعوقين ، ومن ثم كان يتم فرزهم عن مجتمع العاديين عن طريق وضعهم في فئات خاصة تميزهم بنوع منفصل من التربية الخاصة تجعلهم في حالة اغتراب دائم عن مجتمعاته.
ولعل ارتفاع أصوات أولياء الأمور والكثير من المنظمات والهيئات الخاصة في كثير من دول العالم كان لها دور بارز في نشأة فكرة دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة والتلاميذ العاديين؛ حيث طالبت هذه الأصوات بضرورة مساواة تلك الفئات بالتلاميذ العاديين بمدارس التعليم العام، وضرورة حصولهم علي نفس المستوي التعليمي من منطلق أنهم سوف يعيشون نفس الحياة التي يعيشها العاديون عقب التخرج من المؤسسات التعليمية، بل ويشاركونهم الحياة المجتمعية في المستقبل القريب.
ولقد شغل الدمج كثيرا من المهتمين والمتخصصين فى تربية المعاقين فى أ/ريكا عند سن القانون الأمريكى رقم ( 94/142) لسنة 1975 ، وتم تطويره فى عام 1995 ، والذى نص على ضرورة توفير أفضل أساليب الرعاية التربوية والمهنية للمعاقين مع أقرانهم العاديين . كما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 1981 ميثاق الحقوق الإنسانية لمن يعانون من إعاقات والذى يقضى بأن لهم الحق فى المشاركة والمساواة فى المعاملة ، ويعتبر هذا الميثاق اعتراف عالميا بحق المعاقين فى المشاركة الكاملة فى كافة أنشطة المجتمع الذى ينتمون إليه ، مع اعتبار الفترة ( من 1983إلى 1992) ، هو عقد الأمم المتحدة لذوى الاحتياجات الخاصة .
وقد استخدمت كلمة سياسة الدمج Integration Policy منذ سنوات عديدة، ويعود استخدامها إلي محاولات بدأت منذ عام 1821م حينما قام " جون جراسر" John Grasser في ألمانيا باستخدام برنامج موحد في أنظمة المدارس العامة في عدد من الولايات الألمانية، وبدأ بعمل قسم خاص في كل مدرسة عامة ليتعلم به الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة من سن عام ونصف إلي عامين منفصلين عن غيرهم من الأطفال العاديين، ثم يتم دمجهم بعد هذه الفترة دمجاً كاملاً في الفصول الدراسية العادية، ولكن لم يتحقق لهذه الفكرة النجاح المطلوب لها ومن ثم اختفت هذه الطريقة . أما في مصر فما زالت المحاولات التي تبذل لانجاح هذه التجربة والدخول بها إلي حيز التنفيذ في بدايتها.
ويعد الدمج Inclusion مصطلحاً حديثاً نسبياً، ومع ذلك فإن مفهوم تعليم الطلاب الذين يعانون من نواحي قصور أو صعوبات في فصول التعليم العام كان
موجوداً منذ عشرات السنين، ففي عام 1975 قام الكونجرس بإصدار مرسوم التعليم لكل الأطفال المعوقين، والذي أُعيد تسميته بمرسوم تعليم الأفراد ذوي الإعاقات Individuals with Disabilities Education TCT IDEA)) في عام 1990، وقد تم تفعيل IDEA بغرض توصيل الخدمات التعليمية لحوالي ثمانية ملايين ونصف طالباً لديهم صعوبات، ولم يتلقوا تعليماً حراً وملائماً .
وقد أخذ المجتمع العالمي بهذا الاتجاه الذي يسعي إلي الدمج من خلال شعار العام الدولي للمعاقين (1981) " المساواة والمشاركة الكاملة " ومن خلال مفهوم " مجتمع التربية " حيث يشير المفهومان إلي مسئولية المجتمع حيال أفراده المعوقين، وتغير المجتمع بتلاؤم مع متطلبات جميع أفراده، وجاء الإعلان العالمي " التربية للجميع " تنويهاً لأبرز سمات هذه المرحلة، وبدأت في السنوات الأخيرة المناداة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المعوقين من التمييز، وتمكينهم من الوصول إلي الإفادة من مختلف الأنشطة والخدمات المتوفرة في المجتمع. وبدأ هذا الاتجاه في الانتشار في الكثير من المجتمعات حتى عم الدول الأوربية وكندا، وشاع في بعض دول العالم الثالث مثل ماليزيا والهند – وفي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد من هم بحاجة إلي هذا النوع من التربية .