كتاب " استراتيجيات التدخل المبكر والدمج " ، تأليف د. عبد الله محمد عبد الظاهر الخولي ، و د.
أنت هنا
قراءة كتاب استراتيجيات التدخل المبكر والدمج
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
استراتيجيات التدخل المبكر والدمج
ولقد استمر الجدل المثار حول دمج التلاميذ ذوي الإعاقات في التعليم العام لقرابة ثلاثين عاماً، أما الآن فيوجد إجماع سياسي عالي المستوي حول الدمج (التعليم للجميع) (Education For All, EFA) Inclusion باعتباره أحد الأهداف المتفق عليها في البيانات أو التصريحات العالمية (الأمم المتحدة 1994، اليونسكو،2000) .
وعلي الرغم من هذا الإجماع السياسي العالمي فإن الجدل لا يزال مستمراً ليس فقط فيما يتعلق بوسائل تحقيق هذا الهدف، ولكن أيضاً حول المفهوم الفعلي للدمج.
وبالرغم من هذا الجدل فقد انتقلت تربية الطلاب غير العاديين تاريخياً من الإهمال إلي المراكز الداخلية ومن ثم إلي المدارس النهارية والفصول الخاصة، ثم إلي برامج أخذ الطلاب خارج الفصول العادية لبعض الوقت لخدمتهم ثم دمجهم مرة أخري، واستمر اتجاه الدمج الشامل لجميع الطلاب بغض النظر عن إعاقتهم ، وقد كتب رينولدز وبيرتش (Reynolds & Birch, 1982) أن التاريخ المبكر لتربية الأطفال غير العاديين كان عبارة عن إهمال لهم وإنكار لحقوقهم ورفض لوجودهم. وكان الاعتقاد السائد قبل القرن التاسع عشر بأن الأطفال غير العاديين غير قادرين علي التعلم.
وقد تم استخدام العديد من المصطلحات التي تشير إلي عملية إبعاد المعوقين عن المؤسسات الداخلية وتقريبهم من الحياة في المجتمع كغيرهم من الأفراد العاديين. ومن هذه المصطلحات التحرر من المؤسسات Deinstitutionalization، التعويد أو التطبيع Normalization، والتكامل Integration، والإدماج Mainstreaming ويبدو أن استخدام هذه المصطلحات اختلف من مجتمع إلي آخر، ومن حقبة زمنية إلي أخري، ومن بحث إلي آخر حسب الغرض من استخدامه، وفلسفة استخدامه.
وقد أثرت مفاهيم التحرر من المؤسسات والتعويد أو التطبيع تأثيراً كبيراً في أساليب رعاية المعوقين بفئاتهم المختلفة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين . فقد انخفض عدد المعاقين عقلياً المودعين بالمؤسسات انخفاضاً كبيراً خلال الستينات والسبعينات، بحيث نجد أن 90% تقريباً من المودعين بهذه المؤسسات من المعاقينعقلياً بدرجة شديدة أو حادة، أو مصابين بإعاقات جسمية، أو حسية أو انفعالية. وقد صاحب هذا إنشاء فصول للمعاقين ملحقة بالمدارس العادية، وكذلك التفكير في إلحاقهم بالفصول العادية – مع أقرانهم العاديين – إما لفترة من اليوم الدراسي، أو لطول اليوم، وهو ما أطلق عليه إدماج المعوقين.
وقد ظهر مصطلح الدمج بمعني Mainstreaming بعد المقال الذي نشره لويد دون Loyd Dunn 0799 , والذي أكد فيه أن نتائج الأبحاث أظهرت أن الأطفال ذوي الإعاقات قد حققوا تقدماا أكاديمياا عندما تم وضعهم في الفصول النظامية بدلاا من الفصول الخاصة, وطالب دون Dunn معلمي التربية الخاصة بأن يقاوموا نظام الفصول الخاصة التي تصيب بمشاعر الخزي والشعور بالنقص.
وقد أتي بعد ذلك مصطلح الدمج بمعني Inclusion ليشير إلي مزيد من
الاتجاه نحو دخول الأطفال ذوي الإعاقات في التعليم النظامي, وقد يبدو لمعظم
الدارسين أن المصطلحين متشابهين إلا أن مصطلح Mainstreaming كان تركيزه
الأول علي التواجد الجسمي physical presence للطفل في حجرة الدراسة
النظامية وبذلك قد يبدو هذا المصطلح سطحي في حين أن مصطلح Inclusion
يعني أن يكون هدف التعليم للأطفال ذوي الإعاقات هو الاندماج الحقيقي لكل طفل في الحياة الكاملة للمدرسة, أي أن هذا المصطلح يرحب بالطفل ذي الإعاقة في
المنهج, والبيئة, والحياة الاجتماعية, ومفهوم الذات عن المدرسة