كتاب " العلاج ماوراء المعرفى لاضطراب الوسواس القهرى ( استراتيجيات ماوراء معرفية وبرامج علاجية ) " ، تأليف د. عبد الله محمد عبد الظاهر الخولى .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب العلاج ماوراء المعرفى لاضطراب الوسواس القهرى ( استراتيجيات ماوراء معرفية وبرامج علاجية )
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العلاج ماوراء المعرفى لاضطراب الوسواس القهرى ( استراتيجيات ماوراء معرفية وبرامج علاجية )
الفصل الأول
اضط ا رب الوسواس القهرى
Obsessive Compulsive Disorder (OCD)
مقدمة :
سنتناول فى هذا الفصل تعريف اضط ا رب الوسواس القهرى ، ونسب انتشارع عالميا وعربيا ،
ثم سنتعر لأهم أنماط هذا الاضط ا رب الشائعة فى بيئتنا ، ثم يطول الحديث بنا عن أع ا ر هذا
الاضط ا رب المختلفة ، وهذا بالطبع يأخذنا للحديث عن تشخيصه وكيفية التمييز بينه وبين العديد من
اضط ا ربات القلق الأخرى مثل : القلق ، الاكتئاب والفوبيات ، واضط ا رب صورة الجسم ....الخ .
تعريف اضط ا رب الوسواس القهرى :
يتكون اضط ا رب الوسواس القهرى من شقين متتابعين أولهما سبب فى حدوث الثانى وهو
الأفكار الوسواسية المتطفلة والملحة، والثانى وهو الأفعال القهرية سواء الظاهرة والصريحة )مثل غسل
اليدين، التأكد من إغلاق الباب، الترتيب، والتخزين( أو مستترة كالأفعال القهرية العقلية )مثل العد،
اجت ا رر الأفكار(. وقد تعارفت معظم الأدبيات النفسية قديمها وحديثها عند التعرض لمفهوم هذا
الاضط ا رب أن تتناول كل شق منه على حده، ليس لأنهما منفصلان، ولكن من أجل التوضيح ليس
أكثر. ولذلك سيتم التعرض لهذا المفهوم سي ا ر على درب السابقين، حيث التعرض لكل شق على حدة
حتى نصل فى نهاية العرض إلى رؤية شاملة ومفصلة لتعريف هذا الاضط ا رب. وستكون البداية بالشق
الأول وهو الوسواس.
الوسوسة والوسواس فى اللةة: الصوت الخفى من ريح وقد وسوس وسوسة ووسواسا ، بالكسر.
والوسوسة والوسواس: حديث النفس. يقال: وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا ، بكسر الواو.
والوسواس، بالفتح: هو الشيطان. وكل ما حدثك ووسوس إليك فهو اسم. وفى الحديث: الحمد لله الذى
رد كيده إلى ال وسوسةى هى حديث النفس والأفكار. ورجل موسوس إذا غلبت عليه الوسوسة. وقال
الف ا رء: الوسواس، بالكسر، المصدر. وكل ما حدث لك أو وسوس، فهو اسم. وفلان الوسوس، بالكسر:
الذى تعتريه الوساوس. وقال إن الأع ا ربى: رجل سموسِلاوس ولا يقال رجل سموِ سوِس. قال أبو منصور:
وانما قيل سموِ سلاوس لتحديثه نفسه الوسوسة، قال تعالى: ونعلم ما تسوِ سلاو س س به نفسه )أبى الفضل جمال ابن منظور، 9114 Obsession بأنها تعنى استحواذ
. ) ، أى تسلط فكرة ما ، أو شعور ما على المرء تسلطا مقلقا وغير سوى )منير البعلبكى، 9114
والوسواس Obsession أفكار شاذة ت ا رود المريض وتعاوده وتلازمه دون أن يستطيع طردها
من ذهنه أو التخلص منها الرغم من شعوره واد ا ركه لة ا ربتها وعدم واقعيتها أو جدواها. بل إن المريض
يبذل من طاقته الكثير لمحاولة درء مثل هذه الأفكار عن ذهنه، حتى يصبح شاغله الشاغل هو القضاء
عليها واستبعادها آنا باستخدام منطقه فى إقناع نفسه عدم واقعية أو جدوى الفكرة، وآنا آخر باللجوء إلى
. الآخرين لإقناعه بذلك فرج عبد القادر طه، 1933
ويضيف "أحمد بدوى" أن الوسواس فكرة ملحة ومتكررة مختلطة غالبا بالانفعال وتنطوى على
دافع لشكل من أشكال التصرف لدرجة تعتبر معها الحالة العقلية برمتها مرضية )أحمد زكى بدوى،
419 (. ويشير "عادل الأشول" إلى أن الاستحواذ أو الوسوسة ،9124 Obsessions هى انشةال
مفرط بفكر معين، أو أفكار ومفاهيم خاصة ومنها حالات الاستحواذ أو الذهول الاجت ا ررى
Ruminative States . ) )عادل عز الدين الأشول، 9127
وتعد الوساوس أفكار مقتحمة وغير مرغوبة، وصور ذهنية ودفعات أو مزيج منها، وهى عموما
مقاومة، وتتصف أيضا بكونها داخلية المنشأ. وعادة ما يرتبط مضمون الوساوس بالتلوث والعنف
والعدوان والأذى والمرض والنظام والجنس والعقيدة وبالشك الشامل، وعلى الرغم من هذا فلن الوساوس
مرتبطة بأشياء غير معتادة وتبدو تافهة تظهر أيضا ، ومما يستحق الذكر أيضا أن أغلب الأشخاص
الأسوياء لديهم مثل هذه الأفكار غير المرغوبة والوساوس المقتحمة أو المتطفلة، إلا أنها أقل كثافة
. وأقل تك ا ر ا ر، كما أنها لا تتسبب فى إعاقتهم أو تؤدى لقنوطهم ليندساى، بول، 2000 .
ويعرف "نور بيرسيلامى صاحب المعجم الموسوعى فى علم النفس" الوسواس بأنه فكرة أو
عاطفة تفرض نفسها تلقاليا على الشعور، ولا يفلح المرء فى أن يتخلص منها. ويحدث الوسواس على
حين غرة ودون أن يكون للامتثال الذى يفرض نفسه على الفك رة أية علاقة بالوضع أو بش من
الأشياء الحاضرة. والعنصر الطفيلى الذى لا يقاوم، يمكنه أن يكون فكرة عبثا ، شكا ، هاجسا )وساوس
عقلية أو فكرية(. ويتألم الفرد بسبب وسواسه الذى لا يجهل هذا الفرد سمته المرضية، وينهك نفسه فى
مكافحته، وعندما يمثل الوسواس له، يكون خجلا منه، ويشعر أنه آثم ومضحك، ويخشى أن يتكلم
عليه، خوفا من العقوبة أو الاحتقار نوربيرسيلامى وآخرون، 2001 .
كما تعرف الجمعية الأمريكية للطب النفسى فى إصدارها ال ا ربع من الدليل التشخيصى
والإحصالى للاضط ا ربات العقلية الوساوس بأنها "عبارة عن أفكار، دوافع، أو صور مستمرة يتم
معايشتها على أنها اقتحامية Intrusive وغير مناسبة وتسبب قلقا أو ضةطا نفسيا ملحوظ ا . وان صفة الاقتحامية وعدم الملاءمة لهذه الوساوس قد تمت الإشارة إليها على أنها مناقضة ل نا ego-dystonic . وهذا يشير إلى إحساس الفرد بأن محتوى الوساوس غريبا alien ، وليس فى نطاق
تحكمه، وليس من نوع الأفكار التى يتوقع الفرد أن تكون لديه، ومع ذلك فلن الفرد يكون بمقدوره
التعرف على أن الوساوس هى نتيجة للعمليات العقلية لديه، ولا تس فر ض عليه من الخارج " كما هو فى
اقتحام الفكر Thought Insertion (. " DSM- IV, TR, APA, 2000 )
وتقترلأ الأدلة التشخيصية أن الةالبية العظمى من المجتمع العام تعاي أفكار متسلطة لا
يمكن التمييز بينها من حيث المحتوى عن تلك الأفكار التى يقررها الأف ا رد ذوو اضط ا رب الوسواس
القهرى، ولكن لا تفترض صفات وسواسية، مثل زيادة التك ا رر high Frequency ، والحدة أو الشدة
Intensity ، أو المدة الزمنية Duration ( . Abramowitz & et al, 2003 ),
ويبين "بتروفسكى وياروشفسكى" أن الوساوس تعبر عن أنواع مختلفة من حالات الوسوسة
تفصح عن نفسها فى الانفعالات والأفعال التى لا يستدعيها الموقف، )مثل الرغبة الوسواسية فى أن
يةسل المرء يديه، والخوف من الرقم " 4" لأن كلمة سرطان تتكون من خمسة حروف، والخوف من
المرور فوق خط، إل (. والدافع القهرى هو الم ا ردف للوسواس. وتلاحظ الوساوس فى عديد من
المرضى الذين يتسمون بالحرص الشديد والتزمت والميل نحو الشكلية مع الخمول الروحى وعدم الثقة
بالنفس المصحوب بالقلق بتروفسكى، ياروشفسكى، 1996.