قبائل العرب تفاضلت فيما بينها بناءً على معايير أخلاقية كانت قد ارتضتها، فكانت تتفاضل بالمروءة وبكل عناوينها من شجاعة وكرم وحماية جار وحلم وإباء وصدق وما إلى ذلك.
أنت هنا
قراءة كتاب المختصر في أخبار كنانة مضر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
قبـائـــل كنانـــة
بنو النضر (قريش) (7):
ولد النضر بن كنانة مالكاً ويخلداً والصلت.
وولد مالك فهراً، وولد فهر غالباً، وولد غالب لؤياً، وولد لؤي كعباً، وولد كعب مرة، وولدة مرة كلاباً، وولد كلاب قصياً، وولد قصي عبد مناف، وولد عبد مناف هاشماً، وولد هاشم عبدالمطلب، وولد عبدالملطب عبدالله، وولد عبدالله محمداً .
أما يخلد فإن بنيه في بني عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة. والصلت درج، ويزعم بنو مليح بن خزاعة أنهم من ولده(8).
من هو قريش؟ ومتى ظهر؟ ولمن يقال: قرشي؟
عني النسابون ببني النظر كثيراً، فقالوا وأطالوا، والسبب الرئيس وراء ذلك هو أن رسول الله ينتسب إليهم ولكن النسابين والمؤرخين لم يتفقوا على من هو قريش ومتى ظهر.
إن لشخص قريش وظهوره أهمية عظيمة لقبائل كنانة، فقد اكتسبت كنانة بُعداً حضارياً وثقافياً واجتماعياً، بل وصار لها ما يشبه النظام السياسي بقريش وبنيه وسنرى ذلك لاحقاً.
أما من هم القريشيون فإنه موضوع له أهمية لدى فقهاء المسلمين، إضافة للنسب – إذ إن قريشاً خصّت بأحكام في بعض الأمور. خاصة بها لا يشركها غيرها بها من العرب.
أجمل ابن كثير القول في قريش نسباً واشتقاقاً فقال: ((وهم بنو النضر بن كنانة. وأضاف: وقال ابن هشام: النضر هو قريش فمن كان من ولده فهو قرشي، ولمن لم يكن من ولده فليس بقرشي، وقال: ((أي ابن هشام)) ، ويقال: فهر ابن مالك هو قرشي فمن كان من ولده فهو قرشي ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي. وهذان القولان حكاهم غير واحد من أئمة النسب كالشيخ ابن عمر ابن عبدالبر، والزبير بن بكار ومصعب وغير واحد. قال أبو عبيد وابن عبدالبر: والذي عليه الأكثرون أنه النضر بن كنانة، وهذا ما نص عليه هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأبو عبيدة معمر بن المثنى وهو جادة مذهب الشافعي ، ثم اختار أبو عمر أنه فهر بن مالك، ثم حكى اختيار هذا القول عن الزبير ابن بكار ومصعب الزبيري وعلي بن كيسان.
أما الاشتقاق: فقيل من التقرش، وهو التجمع بعد التفرق وذلك زمن قصي بن كلاب، وقال البعض: إنه كان يقال لقصي قريش، وقيل سميت قريش من التقرش وهو التكسّب بالتجارة، وقيل من التفتيش، قال هشام بن الكلبي: كان النضر بن كنانة يسمى قريشاً لأنه كان يقرش عن خلة الناس وحاجاتهم فيسدّها بماله، والتقريش هو التفتيش، وكان بنوه يقرشون أهل الموسم عند الحاجة فيرفدونهم بما يبلغهم بلادهم، وقيل قريش: تصغير قرش وهو دابة في البحر لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته، وقيل سموا بقريش بن الحارث ابن يخلد بن النضير وكان دليل بني النضر وصاحب ميرتهم، فكانت العرب تقول: (جاءت عِير قريش) )) (9) انتهى كلام ابن كثير.
لا يمكن الجزم بتحديد تاريخ إطلاق كلمة قريش ولمن قيلت فكل ما أوردناه سابقاً هو افتراضات يعوزها الدليل.
إن الشعر العربي قد يلقي بعض الضوء على هذا المضووع والذي يمكن قوله الآن أن المعنيين بالشعر الجاهلي يقولون أن أقدم ما وصلنا من هذا الشعر هو شعر أبي داود الأيادي(10) ويقول أبو داود هذا:
ألا أبلغ خزاعة أهل مر