كتاب " المنفى الشعري العراقي " ، تأليف د. علي ناصر كتانة ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
أنت هنا
قراءة كتاب المنفى الشعري العراقي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

المنفى الشعري العراقي
ورغم تمرّده على لومها إلا أنه كان يظهر التمرّد ويخفي التمسّك:
أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرْخِ مِن فَلَكِ الأَزرارِ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُني
صَفوَ الحَياةِ وَأَني لا أُودعُهُ
وصلَ ابن زريق الأندلس قاصداً أبا عبد الرحمن الأندلسي و"تقربَ إليه بنسبه، فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره، فأعطاه شـيئاً نزراً، فقال البغدادي: إنا لله وإنا إليه راجعون! سلكت البراري والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر؟ فانكسـرت إليه نفسه" ولم يعد إلى الأندلسـي مرةً أخرى وقد شعرَ بالإهانة:
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يروعُهُ
وضاقتْ به الدنيا، يأوي إلى نفسه، يلومها على ما فعلتْ، وقد أضناه ضيق ذات اليد في بلاد المنفى وهو بعيدٌ عن دياره وحبيبته التي صدقتْ فيما لامته عليه:
لا تَعِذلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومه حَداً أَضَرَّ بِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ