كتاب " المتاهة " ، تأليف أيمن توفيق ،والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب المتاهة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المتاهة
كل ذلك يُبرز بنية الوعي المتحوّل لدى الروائي أيمن توفيق، التي تتأسس على تعدُّد الأشكال في الفكرة الواحدة أو في النص الواحد. ولعل ميزة هذا النص تكمن في كونه يأتي في مرحلة من تجربة الروائي يمكن دعوتها: "مرحلة الانصهار والعلوّ": انصهار الذات الراوية في اللغة وتركيباتها المتغيرة وتنويعاتها المحتمَلة؛ والعلوّ بسيطرة الروائي على عناصر نصه بحميمية لإحداث انطلاقة تقوم على التكنيك اللغوي والوجع الإنساني، وصولاً إلى أفق مأمول، ولو كان هذا عبر الاستعانة بالأسطورة، وتعالقاتها مع ما هو واقعي. إن هذا المنحى من شأنه الخروج على النموذج المؤطَّر الذي كثيراً ما استباح حرية الذات وعرقلَ انسياباتها المقترَحة في الكون الرحب..
إنّ نظرةً فاحصة لمراحل الكتابة أو تشكُّل النص في "المتاهة"، تحيل القارئ إلى أمرين: الخروج على النموذج، بل "قتله" من خلال توليدات فنية وإنسانية متتالية عبر حركية الشكل؛ وصياغة الرواية وفق الشكل الخاص الذي ارتأته الرواية نفسها لذاتها. ففي هذا النص تتجلى روح المغامرة والتجاوز وصولاً إلى الواقع الأغنى, الواقع الآخر الذي يتيح "الكشوف" الروائية، فتتشكل الرؤيا في ظل جدلٍ يستحدثه الروائي بين المرايا المختلفة في جوانية النص.
أيمن توفيق في روايته "المتاهة"، يفتح الشهية لطرح أسئلة قديمة متجددة، وهو إذ يقف على عتبة الانعتاق من ربقة الرواية التقليدية, فإنما يقف بعينين تنظران إلى الوراء, إلى الأطلال وهو يعاين حالة عربية بالغة القسوة، ولحظة راهنة في تاريخ الأمة تبدو فيها مسلوبةً ومنهوبة وحائرة الخُطا أكثر من أي وقت مضى.
سؤال الرواية هو سؤال الواقع, وسؤال الشكل الروائي هو سؤال اللحظة, وهو الطريق التي ارتآها أيمن توفيق هنا لقول خصوصيته الروائية في مصر, كما يتضح جلياً من خلال "المتاهة" التي يحدونا الأمل أن نجتازها عمّا قريب.
وللإسكندرية تحديداً، ما يُسْرَد ويُباح في زمن المتاهة.