أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء ربيعي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء ربيعي

ذات مساء ربيعي

كتاب " ذات مساء ربيعي " ، تأليف حسين رشيد الطريفي ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

لطمت الحاجة «صفية» خديها وقالت:

- يا مصيبتك يا صفية إن كان هذا الكلام صحيحاً.

كثيرون هم الرجال الذين كانوا يغرّبون إلى الأرض المحتلة متسللين، وأبو كامل قد قرر أن يقطع المسافة التي تفصله عن قريته، والتي لا تبعد سوى بضعة الكيلومترات. عندما أصبح على مشارف قريته كان يحدث نفسه قائلاً: «لن أغادر قريتي مرة ثانية، أريد أن أُدفن في أرضي». صوتٌ آمرٌ صكّ أذنيه:

- قف مكانك، وضع يديك فوق رأسك.

لم يستجب، ولا هو وقف، فأحاط به أربعة جنود، أحاطوا به، وهم يصوِّبون سلاحهم نحوه، تقدَّم منه أحد الجنود، أمسك به من كتفه. وقال بلغة عربية سليمة:

- هل أنت أطرش؟ لماذا لم تقف، وترفع يديك فوق رأسك؟

الحاج أبو كامل نظر إليه باستصغار، وقال:

- انقلع من وجهي، لماذا أقف؟ أنا راجع لبيتي.

صفعهُ الجندي وصرخ:

- ما في بيت، ممنوع، وإذا خطوت خطوة واحدة، فسأطلق عليك النار.

ترنّح الحاج أبو كامل من شدة الصفعة، لكنه استعاد ما بقي لديه من قوة. رفع يده كي يردّ صفعة الجندي، إلاّ أنه وجد نفسه، وقد سقط أرضاً والجنود الأربعة يركلونه بأحذيتهم.

لم يصرخ ولا هو استعطف، فقط كان يئن متأوّهاً، يعضّ على شفته السفلى بما تبقى في فمه من أسنان، مقهوراً، وقبل أن يغيب عن الوعي، هجم عليه جنديان أمسكا بكلتا رجليه وسحلاه، إلى أن أوصلاه إلى سيارة الجيب العسكرية؛ ورمياه بداخلها وهما يقهقهان معربدان، وأبو كامل يئن من شدة الألم.

الصفحات