أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء ربيعي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء ربيعي

ذات مساء ربيعي

كتاب " ذات مساء ربيعي " ، تأليف حسين رشيد الطريفي ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

في السيارة فوجئ بوجود عجوز شمطاء، وما إن استعاد شيئاً من قوته حتى تعرّف عليها، إنها (فاطمة) الضريرة أم حسان. خلّفها ابنها حسان في القرية، عندما غادرها وأهل القرية في طريقهم إلى الشتات. تركها ابنها، وهو يظن أنه لن يغيب عنها سوى يوم أو بعض يوم، لذلك فضل أن تبقى في القرية. ومهما كان الأمر فإن جميع أهل القرية لاموه بشدة، حتى إنّ بعضهم بصقوا عليه، واتهموه بالعقوق، هو لم يحاول تبرير فعلته، ولم يدافع عن نفسه، فقط احتمى بالصمت.

تحركت السيارة في اتجاه الغرب قليلاً، وأثناء ذلك قام أحد الجنود وأجلس أبا كامل بجوار أم حسان وملاصقاً بها. وعندما سمع الجنود أبا كامل يقول:

- أنا أبو كامل يا أم حسان.

- أبو كامل! ما الذي أتى بكَ؟

- أردت العودة إلى القرية، لكن أولاد الميتة، منعوني من ذلك، واعتدوا عليّ.

صرخ أحد الجنود:

«اخرس، لا تتكلم»، وتابع: محاولاً تخفيف نبرته:

- أتعرف العجوز يا شايب؟

- وكيف لا أعرفها، هذه جارتنا أم حسان!

أدار أحد الجنود الجالسين في المقعد الأول من السيارة رأسه نحو أبي كامل وقال:

- ما دامت العجوز جارتك، فأنت تحبها.

أجاب أبو كامل وهو ساهٍ عما كان الجندي يرمي إليه:

- وكيف لا أحبها، إنها جارتي.

حينئذ، تفتقت أذهانهم الإجرامية عن فكرة رأوا فيها لعبة مسلية.

فأقترب أحدهم من أبي كامل، وشدّ يده بقوة، لم تقو يد أبي كامل على المقاومة. كانت يده ضعيفة، مستسلمة، فأحاطها الجندي حول رقبة أم حسان، وقرصها من فخذها وقال:

الصفحات