كتاب " أصول علمي الإجرام والعقاب "، تأليف د. طلال أبو عفيفة ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب أصول علمي الإجرام والعقاب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أصول علمي الإجرام والعقاب
القسم الأول
علم الإجرام
الباب الأول
أولويات علم الإجرام
تمهيد وتقسيم
نبدأ دراستنا في هذا الباب بعون الله العالم العليم بالحديث حول أولويات علم الإجرام من حيث تعريف هذا العلم الحديث الذي ما زال يشغل رجال القانون نظراً لتداخله وعلوم أخرى واحتياجه الدائم للتطور والتطوير، ومن حيث تاريخ هذا العلم ومراحل تطوره، وموضوعه المتركز في الجريمة والمجرم، وطبيعته وعلاقته بالعلوم الجنائية الأخرى. وبعد ذلك سيتم التطرق إلى أساليب البحث في علم الإجرام.
ولا نعني بحداثة علم الإجرام أن البحث في الجريمة بدأ متأخراً، فالجريمة كسائر وجوه الشر شغلت منذ القدم فكر بني الإنسان، فلا يخلو أي مجتمع قديماً وحديثاً من الجريمة باعتبارها مرضاً يصيب الإنسان ومن ثم تنتقل عدواه إلى إنسان آخر. من أجل ذلك تحرك العلماء والدارسون والباحثون للبحث في أسباب الجريمة للوقاية منها وعلاجها. ورغم كل الجهود المبذولة في هذا المجال إلا أن الجريمة ما زالت تُرتكب في كل مكان من الكرة الأرضية ويقف العالم الذي دخل في الألفية الثالثة عاجزاً عن القضاء على ظاهرة الإجرام وإن كان عمل الكثير للحد منها.
لهذا، ومن أجل المحافظة على الإنسان وتحقيق الأمن والاستقرار له يتوجب علينا أن لا نكون مغرقين في التشاؤم، يائسين كل اليأس من قدرتنا على التأثير ولو بقدر في الظاهرة الإجرامية التي تجعل الإنسان عدواً لأخيه الإنسان. ولئن كان استئصال هذه الظاهرة من جذورها ليس بالسهل، فإن تخفيف وطأتها والحد من ضراوتها هدف يستحق الجهد والعناء من قبل الجهات الحكومية والجهات الأهلية على حد سواء. وذلك هو الهدف البعيد لعلم الإجرام، الإسهام في الجهود الرامية لمحاصرة وتخفيض الجرائم والحد من آثارها. ووسيلة علم الإجرام إلى تحقيق هذا الهدف البعيد هي في فهم الفرد والجماعة واستقصاء الأسباب التي تجعل مجال الأعمال الإجرامية لدى كل منهما خصباً. ولا شك أن معرفة أسباب انتشار الجريمة هي بداية الطريق للحد منها وحماية الإنسان من شرورها.
وقبل الخوض في النظريات العلمية في تفسير الظاهرة الإجرامية وأسبابها الداخلية والخارجية لا بُد من إلقاء الضوء على أولويات علم الإجرام. لهذا نقسم هذا الباب إلى خمسة فصول:
الفصل الأول: التعريف بعلم الإجرام وأهميته. الفصل الثاني: تاريخ علم الإجرام ومراحل تطوره. الفصل الثالث: موضوع علم الإجرام. الفصل الرابع: طبيعة علم الإجرام وعلاقته بالعلوم الجنائية الأخرى. الفصل الخامس: أساليب البحث في علم الإجرام.