أنت هنا

قراءة كتاب كان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كان

كان

كتاب " كان " ، تأليف زياد صلاح ، والذي صدر عن دار موزاييك للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجواء الكتاب :

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

دائرة الوجود

(مثال):

هل يتقدَّم الزمن إلى الأمام.. أم أنه يعود إلى الوراء...؟!

أخالني طفلةً تفتّش عن الجواب.. بأصابعها الصغيرة.. في التراب...

يصعب على العقل، أن يتصوّر بأنّ الزمن يسير في طريقٍ مستدير...

انتبه يا أنت.. فالطريق إلى الحقيقة لا يمكن إلاّ أن يكون مستديراً...

ويبدو من المدهش حقاً، أن تنقص الأعمار - تماماً- بقدر ما تزيد...

وبالتأكيد؛ أنّ الإحساس بالزمن.. ليس هو الزمن.. فتلك خدعة ذاتيّة لا تنطلي إلاّ على الذين يعبدون أنفسهم تحت الشمس!

اعلم أيها الإنسان أن النفس ضالّتها الوقت الذي تخطىء فيه وتصيب.. أما الزمن، فهو ضالّة الروح المشدودة إلى جذورها العلويّة في السماء...

وبإمكانك أن تسابق حتى نفسك.. ولكنك لن تقوى على مسابقة الزمن.. فخسارتك محقّقة قبل أن يبدأ السباق.

وفي كلّ الأحوال.. ليس من العدل أن يولد الناس كباراً.

غير أن (الأطفال الكبار) عادة ما يدورون حول أنفسهم حتى الممات.. وهم يبحثون عن صورة الموت في مرآة الحياة.

في حين أنهم يعلمون جيّداً، بأنّ أقرب الساعات إليهم.. هي ساعة اليد.. أما أبعدها عنهم.. فهي ساعة الحظ...

لم أنسَ أن أعرّف بنفسي.. ولكنني كنت أبحث عن بابٍ كبيرٍ ومستديرٍ مثلي، كي أدخل منه إلى هنا.

أنا دائرة الوجود... وعين الحقيقة في رأس الكون...

أراني في كلّ شيء... ولكن، لا أحد من البشر يملك أن يعيش كلّ حالاته في آن واحد. مثلما أنّ أيّاً منهم.. لا يمكن أن يكون هو الآخر.

كلّهم أبنائي...

أتحدّب لأحدب عليهم.. وأنحني لأحنو عليهم.. وأنعطف لأعطف عليهم.

إحساسهم بي، هو إنعكاسٌ لإحساسي بهم، ولذلك، فهو إحساس مستدير.

ولا بدّ لأفهامهم أن تستدير.. حتى يستقيم المعنى...

على ذلك نستدلّ بصورة الناعورة المحفورة في جذوع الأشجار من قبل أن يتزوجها النهر.. وتدور.. فيعانق عنينُها عنانَ السماء.. وتحمل بمياهه.. ثم تنجب له طفلةً جميلةً تُدعى الساقية.

أنا الأم الأولى لكلّ الأشياء، ولذلك، فإنني أحتضنها لكي أحميها من قسوة المالانهاية.. وجبروت المطلق.

أنا السجن الأكبر، والحريّة المطلقة...

أنا أمّ الحقيقة.. وابنتها.. وأنا طريق من يبحث عنها.. إليها...

أنا هو أنا.. من بؤبؤ العين.. وحتى قرص الشمس... ومن آخر غدٍ على خطّ الزمن.. وحتى " أوّل أمس "...

صديقي "شاهد".. هذا جزءٌ من مقدّمة كتابي الجديد.. أرسله إليك كعادتي.. وكما أنّ قصدي منه كان هو الساعي.. فإني أرجو أن يكون استيعابك له هو البريد...

صديقك "مثال"

الصفحات