كتاب " كان " ، تأليف زياد صلاح ، والذي صدر عن دار موزاييك للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجواء الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب كان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
يوماً ما، سوف يجلس في شرفة منزله برفقة "توأمه المفقود": "مثال".. وسيُخْفِقُ حينها للمرّة الألف، في نسيان تلك الصورة المفزعة.. فيا لها من ذاكرةٍ شرسة!
حينذاك، سيقول "مثال" وهو يطلق بصره إلى البعيد:
- الأمس كلبٌ.. والغد ذئبٌ.. واليوم ثعلب...!
فيما سيعقّب صاحبه - مستنكراً - بسؤالٍ تكتنفه اللوعة.. ويرين عليه الأسى:
- لماذا يكون رأس تلك الطفلة البريئة ثمناً لصراعٍ مريرٍ بين باطلٍ يرتدي ثوب الحقّ، وحقٍّ يرتدي ثوب الباطل...؟!
في صبيحة أحد الأيام الخالية، استيقظ "شاهد" من نومه على نباح كلبٍ آتٍ من بعيد... فاستلهم مسبقاً ما سيقوله "مثال" لاحقاً عن الأمس.
قال في نفسه وهو يفرك ظاهر عينيه بباطن يديه:
- كنت أتمنّى على صاحبي بأن يساعدني في أن لا أفقد كلّ ما أجد.
ولكن، يبدو أنه بات كمن يسرع في المسير.. حتى يبتعد عن نفسه أكثر...!
نهض من فراشه وذهبَ مسرعاً إلى صنبور المياه. وضع رأسه تحت الماء المتدفّق منه بغزارة، ثم عاد إلى حيث كان، وارتدى ثيابه بحركاتٍ آليّةٍ سريعة، قبل أن يدسَّ قدميه في حذائه.. بعد أن أخرجه من تحت السرير.
ثم اتجه إلى باب المنزل.. وأمسك بمقبضه الصدىء.. وشدّه إلى الأسفل بقوّةٍ.. وعلى عجل.. فانفتح البابُ.. وهمَّ بالخروج...
لكنه لم يجد الخارج!