كتاب " ما وراء الجسد " ، تأليف ميرفت جمعة ، الذي صدر عن دار موازييك للترجمات والنشر والتوزيع ، نقرأ من اجو
أنت هنا
قراءة كتاب ما وراء الجسد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
-ليس لأستفز حاسة الفضول عندك لكن أفكر فقط بكأس الشاي هل أشربه بسكر أو لا ؟
-لا يا إيلين، فضولي حاسة مستقلة بذاتها وهي متحفزة طوال الوقت، ماذا يدور بذهنك من مشاعر؟ عليك أن تجيبي بصراحة!
-أفكر لماذا أردت الشاي قبل القهوة أشعر بالذنب، كأنني أخون جميلتي السمراء!
-ماذا أيضاً ؟
-ما فائدة هذه المحاولة، أعطيني المعلومة الصافية وحين أشعر أنني مهيأة سأقوم بذلك وحدي.
-كما تحبين ولكن تذكري أنك حين تفعلين ذلك، ستكتشفين أن سيل هذه الأفكار والمشاعر لا يتوقف أبداً، حتى في تلك اللحظات التي تتطلب منك التركيز الشديد في العمل، أو عندما تسوقين في شارع مزدحم، فإنك ستشردين بأفكار تتعلق بالمستقبل أو بالماضي، وتنسين نفسك لفترة. وبين لحظة وأخرى تحاولين العودة إلى وعيك الطبيعي بتصنّع الإصغاء، وأنت يا إيلين يحدث معك ذلك يومياً. التأمل يخرجك من زحمة أفكارك!
-حسناً، بصراحة كنت أفكر، ربما لو ركزت قليلاً سأجد تفسيراً لمنامي الغريب، دون أن أمزجه بمشاعري أو ذكرياتي أو أوهامي؛ سأجدُ تفسيراً محايداً.
-ماذا رأيتِ؟
-لا وقت لديكِ الآن!
-لا، لا عليك، ولا بأس إن تأخرتُ قليلاً.
-أعدك أن أقولَ لك كل شيء.
-ستنسين.
-بعض الأشياء لا تنسى.
- لكن عديني أن تجربي بنفسك ولو ليوم واحد، ستسرقين نفسك من الماضي دون أن تدري.
- أنا تحديداً إنسانة منغمسة بالماضي ولا أرغب بالخروج من بئري يا صديقتي!
ضمتني سلمى وهي تفعل ذلك كثيراً؛ كتعبير عن الحب وقالت:
-هالتك الأثيرية لا أفهمها!
-لا تقلقي يا سلمى سأكون بخير.
- إذن، افعلي ذلك الآن، سأتركك مع ملاكك الحارس.
وفجأة وجدتني وحدي بالمنزل، إنما تركت لي سلمى "خوليو إجلاسيس" يغني أغنية أعشقها:
أنا بحاجة إليك
أعيش في الظلمة عندما أفتقد عينيك
في السكون عندما أفتقد ضحكاتك
مثل راهب حطموا هيكله