كتاب " باب الليل " ، تأليف وحيد الطويلة ، والذي صدر عن منشورات ضفاف .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
كلّ شيء يحدث في الحمّام،
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب " باب الليل " ، تأليف وحيد الطويلة ، والذي صدر عن منشورات ضفاف .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
كلّ شيء يحدث في الحمّام،
باب الفتح
كل شيء يحدث في الحمّام، الجميع في اتجاهه، يزورنه ويتبركون به، ﺇلا مجيد وبعض المجاهدات، إلا نعيمة التي ترقبه في جلسته المتسعة وأجنابه العريضة التي تخرج من حافتي الكرسي الذي يغوص فيه.
تضحك منه بصوت خفيض: كان الله في عونه، لكنها تسحب ضحكتها سريعاً وترسل له نظرة طيبة تكاد تربت عليه:
- ما أخبار الإرسال؟
يقابل ضحكتها المنسحبة بأخرى سريعة متسابقة:
- أبو جميل في إجازة.. في معسكر تدريبـي، البث سيبدأ قريباً وحين يعود سيكون في استقبالك مرفوع الرأس.
- أبو جميلك عليه عفريت.
تصيح في وجهه بلطف، وبضحكة مرقوعة تنظر في عينيه جيداً وتكمل:
- الدنيا مع الواقف.. الواقف.
تهدأ ضحكتها وتعود لداخلها.
وحدها تجلس في ركن عند المنتصف تحت عمود بضوء خافت، قلقة من الأجانب، كل من ليس تونسياً أجنبـي، لكنها غير قلقة منه.
على العكس عنده حكاية، وهي تحاول أن تطرد حكايتها بحكايته.
لبناني يقيم هنا من زمان، كأنه من أهل المدينة لولا ملامحه، أنيق يعيش وحيداً، يقول كلاماً كبيراً لا تفهم أكثره، من إحدى الطوائف الكبيرة في لبنان، يقول إنه دبلوماسي وموعود.
موعود أن يكون سفيراً في إحدى البلاد قريباً، ينتظر أن تتبدل الحكومة وتركب جماعته الحكم ليركب هو.
- أي حاجة تعملها ممكن أصدقها، غير أنك تركب.
يملك النقود، وتستطيع أن تأخذها منه بسهولة في أغلب الأحيان.
عندما تكثر عليه البنات ينساها ويدخل في جديده، يدخل ويخرج كأنه لا يعرفها، لكنه سرعان ما يعود لها.
لا يسافر إلا نادراً، يعود محملاً بهداياه لصاحبة المقهى التي تظهر له المعزة وتفرد له جناح المحبة، وتعرف أن نقوده- نصفها أو كلها- ستقع عاجلا أو آجلاً في فواتير الحساب.