أنت هنا

قراءة كتاب المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث

المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث

كتاب " المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث " ، تأليف عبد الواحد ابن ياسر ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 9

1. المأساة الغائبة: فروض وتآويل

1. 1. التأويل الاستشراقي وحدوده

ما من شك في أن الخطاب الاستشراقي جعل من غير الممكن الحديث أو التفكير أو الكتابة عن الشرق، دون اعتبار الحدود والحواجز التي فرضها هذا الخطاب- باعتباره خطاب سلطة- على الشرق الذي لم يعد موضوعا حرا للفكر والفعل[5]. ويهمنا من الاستشراق- في هذا السياق- تناوله لإشكالية غياب التعبير الدرامي من التراث الفكري ومن التقاليد الأدبية العربية القديمة. لماذا لم يعرف العرب والمسلمون المسرح؟ ولماذا نقلوا وترجموا كتب الفلسفة والمنطق والطب والحساب والفلك، وانصرفوا عن روائع التراجيديا اليونانية؟... أسئلة طرحها المستشرقون نتيجة المواجهة الحضارية بين الشرق والغرب، ووضعها من بعدهم المفكرون والأدباء العرب، من نفس المنطلقات وبنفس الصيغ والمقولات أحيانا.

ونجد في مقدمة هؤلاء المستشرقين، (لويس ماسينيون) الذي يربط مسألة غياب التعبير الدرامي من التراث العربـي الإسلامي بمسألة أشمل هي مسألة التصوير والتجسيد في الإسلام. ويرى أن الإسلام- من خلال الأحاديث النبوية على وجه الخصوص- قد حرم التصوير والتجسيد (La figuration)، ويظهر ذلك في أربعة أشكال من التحريم أوردها كالتالي:

أ. اللعنة التي تحل بعبدة القبور وصانعي صور الأنبياء والقديسين. ومن المعلوم هنا أن القبلة في المساجد هي مربع مغلق فارغ من أي تمثال منقوش أو منحوت.

ب. العقاب الذي ينـزل بالفنانين وصانعي الصور يوم القيامة، إذ يؤمرون بمهمة مستحيلة هي أن يبعثوا الحياة في الآثار التي صنعوها.

ج. منع استعمال الأقمشة والوسائد التي تحمل صورا، لكن هذا الحديث ضعيف، لأن النبـي ÷ نفسه كان يستعمل هذه الوسائد في بيته.

د. تحريم تقديس الصليب أو عبادته.

الصفحات