أنت هنا

قراءة كتاب احفظ أولادك من خطر الرقميات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
احفظ أولادك من خطر الرقميات

احفظ أولادك من خطر الرقميات

كتاب " احفظ أولادك من خطر الرقميات " ، تأليف د.ديفيد داتوين ، ترجمة مها عز الدين ، والذي صدر عن دار الر

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

 
الفصل الأول
 
 
الإعـلام والأطفـال

قبل بضعة أشهر اتصلت بي زوجتي هاتفياً لتطلب إلي التوقف أمام متجر محلي لبيع الألعاب لأحضر خراطيش "في- تِك" (Vtech). ولكوني كنت في عجلة من أمري حينها، فلم أتوقف لأسأل عن معنى ذلك تماماً، وفكرت بأن أحداً ما في المتجر سوف يساعدني في هذا الأمر. وحين بلغت المتجر دلوني إلى الجدار الذي تحمل رفوفه خراطيش الفي- تِك المتوافرة لديهم، فاخترت اثنين منها. واستخلصت من الشعار الموجود عليها أن تكون خراطيش لكتاب تفاعلي كنا نملكه.
لم أكن أدرك الأمر تماماً. ففي الواقع، كنت لحظتها أبتاع لعبة الفيديو الأولى لابني!
لقد تبين أن نظام الفي-تِك هو عبارة عن نظام لألعاب الفيديو، ولا يختلف كثيراً عن إخوته الذين سبقوه، كالبلاي ستيشن، نينتيندو، والإكس بوكس 360. إنما بالطبع مظهره أكثر جاذبيَّةً (فهو برتقالي اللون وهيكله مكتنز، إنما مع ذلك، كان يمثل الأساس في لوح مفاتيح لعبة الفيديو).
الطريف في الأمر أن واحدةً من نواة المعلومات التي كنت أبحث عنها أثناء فترة إعدادي لهذا الكتاب، كان جواب السؤال التالي: متى تقوم الأسر التي قُدِّر لها أن تمتلك ألعاب فيديو، بشراء جهازها الأول؟ حسناً، على ما يبدو قد عرفت الجواب! فقد كنت أعتقد أن الطفل لربما سيكون ما بين السادسة و الثامنة من العمر. وتبين أننا ابتعناه عندما كان ولدنا يبلغ من العمر أربع سنوات وثلاثة أشهر تماماً.
تلك كانت خبرة مرضية ومكافئة بحق. فالسرعة التي أدرك بها ابني غايات الألعاب كانت مثيرة. في الحقيقة، في مسيرة حياته وحتى هذه اللحظة، كانت تلك الحادثة واحدة من المناسبات القليلة الأخرى التي تجلت فيها «مسرّة التعليم اللحظي» على نحو كنت قادراً معه على أن أشهد منعطف التعلّم الفوري هذا، ذي النتائج الملموسة والقابلة للقياس.
لقد دفعني هذا إلى التأمل في ألعاب الفيديو. فبالنتيجة تَظهر الأبحاث كلها التي أجريت على ألعاب الفيديو، وبنسبة تسعين إن لم نقل ثمانية وتسعين بالمئة، على أنها ذات موقف سلبي واضح منها. في حين أن ما شهدتُه إلى حد ما هو القدرة الكامنة على التعلم، والتي يمكن تحصيلها من ألعاب الفيديو: فهي تفاعلية، ملونة، ومملوءة بالنشاطات التي تقدم استجابات فورية تتضمن بدورها ألواناً و أصواتاً ، وجميع أنواع الألعاب المتضمنة مكافآت، كتحصيل النقاط مثلاً. فأي من هذه الجوانب لن يروق للمرء؟ بمعنى آخر، لقد بدت ألعاب الفيديو الوسيط الأمثل للتعلم، حيث تضمحل تعقيدات الحياة كافة أمام المهام الأبسط على الإطلاق: احصل على الحرف «ب» من العصفورة على الشاشة، وستحصل على مكافأة!
إنما لنطالع الأمر من جانب آخر: أهو عمل واقعي أن نترك بعيداً كل تعقيدات الحياة على هذا النحو؟ هل أقوم فقط بربط ولدي بنشاط آخر مرتبط بشاشة الفيديو؟ أليست سن الرابعة عمراً مبكراً للغاية، على الرغم مما شهدته؟ (والذي كان نوعاً من الاستعداد الطفولي للتعلم والتفاعل تماماً بالطريقة التي بدت ألعاب الفيديو أنها توفرها).
وأخيراً، السؤال الأبرز والأكثر إلحاحاً: هل اللعبة المدعوة "قطار حروف توماس والأصدقاء" ما هي إلا الخطوة الأولى لمزيد من اللعب مستقبلاً؟ أهي تمثيل ممهد لألعاب متطرفةِ العنف (فلنقل على سبيل الافتراض: السرقة الكبرى بالسيارة 12: كيف تقتل أفراد الشرطة بأحسن طريقة وتنجو بفعلتك ؟ )
لسوء الحظ هناك عدد وافر من الأشخاص الذين يجيبون عن سؤال من هذا القبيل بـ «نعم». بالفعل، لقد فقدتُ مسبقاً المصداقية لدى أي قارئ يشكك في مناقشات من هذا القبيل. إن الجواب عن هذه المسائل لا يكمن في أحاسيسنا وارتيابنا بما قد تفعله وسائل الإعلام بأطفالنا. بل تكمن الإجابة في بحث جيد متين الأسس عن الموضوع.

الصفحات