أنت هنا

قراءة كتاب احفظ أولادك من خطر الرقميات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
احفظ أولادك من خطر الرقميات

احفظ أولادك من خطر الرقميات

كتاب " احفظ أولادك من خطر الرقميات " ، تأليف د.ديفيد داتوين ، ترجمة مها عز الدين ، والذي صدر عن دار الر

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 6

الإخبار عن الأبحاث:
إن كان هناك من وجود لمشكلة جادة فعلاً متعلقة بالأبحاث، فهي تكمن في أن الصحفيين على ما يبدو يفتقرون إلى القدرة على الإخبار عن الأبحاث على نحو فعال، بطريقة توصل إلى الناس العاديين الحقائق التي يحتاجونها. إن النموذج المحتذى هنا، أنه عندما تخرج الأبحاث لتظهر آثاراً سلبية لوسائل الإعلام الجماهيرية، فإنها تحظى بتغطية إخبارية طيبة تماماً. إنما لِمَ التوجه إلى الصحافة ؟ الجواب : لأنها تبيع الورق.
المشكلة في أن الصحفيين، كما ألمحت سابقاً، لا يفهمون عن البحث ما يكفي كي يتمكنوا من فهم ما يعنيه حقاً ذلك البحث. الباحثون يسعون إلى العثور على فروقات تكون «مهمة إحصائياً». هذا يعني أنهم من ناحية رياضية يجدون أن أحد أمرين (كالمضامين العنيفة في وسائل الإعلام) مترافق بأمر آخر (الأفكار العدوانية). ولكن معظم الصحفيين والباحثين على حد سواء، يخفقون في طرح السؤال التالي، ألا وهو: ما معنى ما توصلنا إليه على أرض الواقع؟ ففي كثير من الأبحاث، التي تكون «مهمة إحصائياً» فإنها في أحسن الأحوال تأخذ أبعاداً هامشية في عالم الواقع. وكما سأناقش في الفصل التالي، فإن الباحثين كريستاكيس وتسيمرمان على سبيل المثال، قد توصلا بالفعل إلى صلة رياضية ما بين مشاهدة التلفاز دون سن الثانية ومشاكل في التركيز عند بلوغ السابعة. إلا أن المرء عندما ينظر إلى ما تعنيه الأرقام الرياضية على أرض الواقع نجد أن عشرة بالمئة من الأطفال في عمر السابعة يعانون من مشاكل في الانتباه. ومقابل كل ساعة إضافية على متوسط عدد الساعات التي يمكن لطفل في سن الثانية أن يشاهدها من التلفاز، يصبح الطفل أكثر احتمالاً للإصابة بمشاكل في التركيز والانتباه بنسبة واحد في المئة. فإذاً أضحت النسبة الآن أحد عشر بالمئة. أهو بفارق؟ نعم. أيستحق عناوين رئيسة مهمة؟ ليس على الأرجح. إن جزءاً من أهداف هذا الكتاب ليس نقل الحقائق وحسب، بل فِعْلُ ذلك على نحوٍ يتيح للجميع فهمها، وعلى نحو يترجم الإحصائيات إلى حقائق مفيدة على أرض الواقع يومياً.
المشكلة في المعدلات الوسطية:
هناك سبب آخر في أن البحث يصبح أحياناً أكثر «وطأة» مما ينبغي، وهو أن المنافذ الإخبارية تحب الإخبار عن المعدلات الوسطية. فمثلاً، كم ساعة من التلفاز يشاهد أبناؤنا؟ الإجابة التي تأتينا هي المعدل الوسطي الوطني. إنما من المهم أن نلاحظ أن «متوسط» مقدار مشاهدتنا للتلفاز هي إحصائية مخادعة قليلاً.
فلتتصور لعبة النواسة التي يجلس الأطفال على طرفيها ويتأرجحون صعوداً ونزولاً، ولتتخيل للحظة وجود طفل يثق ثقة مطلقة في أن اسمه سيدرج تالياً على لائحة اللاعبين المشاهير فيها، أي أنه طفل ضخم الجثة. والآن على الطرف الآخر يجلس طفلك ذو الحجم المتوسط، بل لعله يكون أيضاً أصغر من الحجم العادي. فما الذي سيحصل على النواسة؟ لا شيء البتة، صحيح؟ فالطفل الضخم أثقل بكثير من أن يتحرك، على الرغم من محاولات الطفل صغير الحجم أن يقفز إلى الأعلى والأسفل على جانبه لتحريكها، إنما لا شيء. فالنواسة تبقى منتصبة عالياً في الهواء. فما الذي سيفعله الآن؟ ينادي أصدقاءه بالطبع، وما إن يتجمَّع ثلاثة منهم فوق بعضهم على جانبهم حتى تبدأ النواسة بالتزحزح. اضف طفلاً آخر وتتوازن النواسة وتتحرك صعوداً وهبوطاً إلى الأعلى والأسفل.
إن هذا تماماً ما يحصل عندما يقوم المرء بحساب المعدلات الوسطية فتعترضه أرقام «ضخمة بشكل زائد» على النهاية العالية من المقياس. فلكي نعثر على تلك النقطة الوسطى المثالية يتوجب على العديد من الأشخاص أن يتجمَّعوا على طرف واحد كي يوازنوا الأطفال الضخمين الموجودين على الطرف الآخر. وكذلك هو الحال بالنسبة لمتوسط عدد ساعات مشاهدة التلفاز. إذ يتضح أن هناك قلة من الأطفال على النهاية المتطرفة من ساعات مشاهدة التلفاز (أي أنهم يشاهدونه لعشر ساعات أو أكثر يومياً)، والكثير الكثير من الأطفال يمضون أقل من ساعة مشاهدة يومياً على النهاية الأخرى.

الصفحات