كتاب " أرح قلبي المضطرب " ، تأليف ليندا ديلو ، والذي صدر عن دار أوفير للطباعة والنشر ، نقرأ نبذة عن الكتاب
أنت هنا
قراءة كتاب أرح قلبي المضطرب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
سرُّ القناعة
يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبِّي كلامًا مذهلاً.
ليس أنِّي أقول من جهة احتيـاجٍ فإنِّي قد تعلَّمتُ أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه. أعرف أن أتـَّضـع وأعرف أيضًا أن أستفضل. في كلِّ شــيءٍ وفي جميع الأشياء قد تدرَّبتُ أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص. أستطيــع كـلَّ شيءٍ في المسيح الذي يقوِّيني.
(فيلبِّي 11:4-13)
إنَّ إلقاء نظرةٍ على حياة بولس يـُُظهر كم هي مذهلة هذه الآيات. كانت حياته حافلةً بكلِّ شيءٍ ما عدا الظروف الإيجابيَّة. كتب إليهم هذه الرسالة بينما كان قابعًا في ظلمة زنزانةٍ موحشةٍ، دون مرافقَ صحيَّةٍ، ودون تدفئةٍ أو أجهزة تدريب- وهي عناصر تعدُّ جزءًا من سجوننا الأميركيَّة. كان مقيَّدًا إلى أحد الحرَّاس، وكان وحيدًا. أنا واثقةٌ بأنَّه تساءل ما إذا كان كلُّ ما قام به من أجل المسيح مهمًّا حقًّا.
عاش بولس حياةً صعبةً إلى أقصى الحدود: ضُرِب حتَّى كاد يموت، وكان يُساء فهمه باستمرار، وهُجر من قِبَل أصدقائه، لم تكن حياته مثاليَّةً ويمكن التحكُّم بها؛ ومع ذلك قال: ‘‘فإنِّي قد تعلَّمتُ أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه’’. إنَّه أمرٌ لا يُصدَّق! إذ يعني هذا أنَّه يمكن تعلُّم القناعة. ويعني أيضًا أنَّ بإمكاننا- أنتِ وأنا- أن نتعلَّم كيف نصبح قانعتَين بما لدينا.
ألحق بولس تصريحه الرائع بشأن تعلُّمه أن يكون قنوعًا في جميع الظروف بسرِّ كيفية التوصُّل إلى تحقيق ذلك (انظري فيلبِّي 13:4). إنَّ هذه الآية، التي كثيرًا ما تُقتبَس، مترجمةٌ حرفيًّا عنِ اللغة اليونانيَّة على النحو التالي: ‘‘أنا أستطيع أن أواجه أيَّ شيءٍ بالذي يجعلني قادرًا [على فعل هذا]’’. هل تساءلتِ يومًا لماذا تلت هذه الآية مباشرةً كلمات بولس الواضحة والجريئة حول القناعة؟ يعترف بولس بأنَّ مصدر الرضا والقناعة المسيحيَّين وقوَّتهما هو الله نفسه.3