أنت هنا

قراءة كتاب أرح قلبي المضطرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أرح قلبي المضطرب

أرح قلبي المضطرب

كتاب " أرح قلبي المضطرب " ، تأليف ليندا ديلو ، والذي صدر عن دار أوفير للطباعة والنشر ، نقرأ نبذة عن الكتاب

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

من التحكُّم إلى القناعة

بدأت رحلتي نحو القناعة منذ خمسة عشر عامًا مضت عندما تبخَّرت جميع أساليب التحكُّم البارعة التي اتَّبعتها. توقَّفَت هذه الأساليب عنِ العمل لأنَّ الحياة أصبحت خارج السيطرة. حينذاك بدأ اثنان من أولادي ‘‘بالسير في مرحلة المراهقة’’ لكن في الاتِّجاه الخاطئ.

لقد صرتُ مسيحيَّةً ملتزمةً عندما كنتُ طالبةً في المرحلة الثانويَّة، وكنتُ متشوِّقة إلى تنشئة أولادي في بيتٍ مسيحيّ. وكان لديَّ منظورٌ غير صحيح، إذِ اعتقدتُ بأنَّني إنْ دفعتُ الأمور ‘‘الصحيحةَ’’ (الله، وكلمة الله) في أولادي، فإنَّهم سيحبُّون الله ويطيعونه بشكلٍ آليّ. ولمَّا بدا أنَّ مخطَّطي لم يُكلَّل بالنجاح، اضطرب قلبي وأُصِبتُ بالاكتئاب.

عندما أخبرتُ صديقةً لي بمخاوفي، علَّقت قائلةً: ‘‘أنتِ تحبِّين أن يكون كلَّ شيءٍ تحت السيطرة، وهناك الكثير جدًّا من الأمور التي يتعذَّر التحكُّم بها في حياتكِ’’. لم أفهم حينها ما الذي كانت تعنيه. فأنا في النهاية أثق بالله. لقد كنتُ مرسَلةً، وكنتُ أنال أجرًا لقاء ثقتي بالله. فما الذي عَنَتْه بقولها ‘‘إنَّكِ تحبِّين أن يكون كلُّ شيءٍ تحت السيطرة’’؟

عندما أنظر إلى الوراء، أدرك أنَّني كنتُ راغبةً فعلاً في أن أثق بالله، ولكنَّ الله كان بطيئًا جدًّا في بعض الأحيان. عندما كان يتحرَّك ببطءٍ كالحلزون -كما كنتُ أعتقد- قرَّرتُ لا شعوريًّا أنَّه بحاجةٍ إلى مساعدتي. إنَّني أدرك أنَّ هذا القول قد يبدو تجديفًا. فالله لا يحتاج إلى مساعدتنا. ومع ذلك، حين تدخَّلت لمعالجة (العبارة الأصحُّ هي ‘‘للتلاعب بـ’’ ولكنَّ كلمة معالجة تبدو أقلَّ وطأةً) الظروف أو لتنظيم شؤون الناس، كانت أفعالي تقول: ‘‘ أنتَ، يا الله، لا تقوم بما أعتقدُ أنَّه ينبغي أن يتمّ، ولهذا، سوف أساعدك في القيام بذلك’’. إنَّ ‘‘مساعدتنا لله في القيام بعمله’’ هي التي تؤدِّي بنا إلى القلب المضطرب. عندما نسيطر ونحاول أن نتحكَّم بما يحدث، فإنَّنا نحيد بأبصارنا عنِ الذي يسيطر على كلِّ شيء، ونركِّز أنظارنا على ظروفنا وأحوالنا.

هناك آيتان كانتا ترشدانني خلال تلك الأيَّام، وقد حفظتهما عن ظهر قلب، وكتبتهما على قلبي، وتعهَّدت أن أعيش بموجب ما جاء فيهما. الآية الأولى:

الله... هو المبارَك العزيز الوحيد [المسيطر على كلِّ الأشيـاء]* ملك الملوك وربُّ الأرباب.

(1تيموثاوس 15:6)

الصفحات