التصوف كفلسفة والتصوف كسلوك هذا ما نريده من دراستنا المتواضعة هذه والتي هدفنا من خلالها أن نوضح الأسس الموضوعية التي بني عليها مذهب التصوف وقد نعتناه بالمذهب وهو بالواقع لم يكن مذهباً متميزاً من المذاهب الإسلامية لأن التصوف لم يقتصر كفلسفة واقعية على الإسلا
أنت هنا
قراءة كتاب الصوفية وسبيلها إلى الحقيقة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
أصل التصوف
1 _ لمحة تاريخية :
لم تكن كلمة صوفي معروفة من قبل فأول من أطلق عليه اسم صوفي هو الحارث المحاسبي (1) "المتوفى 242" فقد روي أن ابن حنبل كان يسأله في بعض المسائل ويقول "ما تقول فيها يا صوفي". ويرى المستشرق الفرنسي ماسينيون أن جابر ابن حيان (2) لقب بالصوفي وكان كيميائياً معروفاً لأنه اتخذ لنفسه مذهباً خاصاً بالزهد . وأطلق أيضاً على أبى هاشم الكوفي (3) " الصوفي " . ولكن عرفت الصوفية وأطلقت على مذهبٍ من مذاهب الشيعة ظهر في الكوفة /199هـ وكان"عبدك الصوفي (4) آخر أئمته توفي في بغداد /210هـ ولعل هذه الفرقة من الحلقات التي أنشأها أخوان الصفا ونشأت في الكوفة أولاً . ويؤيد هذا الرأي أن أول مدرسة من مدارس التصوف ظهرت في كلٍّ من مدينتي الكوفة والبصرة .
وكان يشك في تلك الفترة أن تكون الصوفية إحدى الحلقات الشيعية في إطاراتها التنظيمية المؤيدة لحركة أخوان الصفا التي بدأت في القرن الثاني الهجري لتقارب أفكار أخوان الصفا وخلان الوفا من الأفكار الصوفية في كثير من المشاهد وسنقتفي هذه الآثار من خلال دراستنا عندما نتعرض للآثار التي كانت تؤثر في التصوف .
2 _ معنى كلمة تصوف :
يرى بعض المفكرين أن كلمة صوفي مشتقة من أحد أربعة اشتقاقات:
1ً _ نسبوها إلى الصوف: لأن المتصوفة تدعو أتباعها إلى الخشونة في العيش ولبس الصوف كان دليلاً لهذه الخشونة لأن الحرير كان على نقيض الصوف لا يلبسه إلا المتنعمون في الحياة .
فكان لباس الصوف غالباً علي أوائل الصوفية لأنه أقرب إلى الزهو والتواضع ففي حديث بعض المتصوفة أن رسول الله (ص) كان يركب الحمار و يلبس الصوف وأن رسول الله (ص) قال "مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبياً حفاة عليهم العباء يؤمون البيت الحرام ". وقيل أن المسيح عليه السلام كان يلبس الصوف والشعر ويأكل من الشجر .وأنه روي عن الرسول محمد (ص) قال :"من لبس الصوف وأكل خبز الشعير وركب الأتان فليس فيه شئ من الكبر "(5) . وروي عنه أنه قال: " البسوا الصوف و شمروا و كلوا من أنصاف البطون تدخلوا في ملكوت السماء"(6).
وقد قال عمر عندما رثى رسول الله (ص) : "بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد أتبعك في قلة سنك و قصر عمرك مالم يتبع نوحاً في كثرة سنه وطول عمره ، ولقد آمن بك الكثير وما آمن معه إلا القليل . بأبي أنت وأمي يا رسول الله ولم تجالس كفؤاً لك ماجالستنا ولولم تنكح إلا كفؤا لك ما نكحت إلينا ولولم تواكل إلا كفؤاً لك ما واكلتنا فلقد والله جالستنا ونكحت إلينا وواكلتنا ولبست الصوف وركبت الحمار وأردفت خلفك ووضعت طعامك على الأرض ولعقت أصابعك تواضعاً منك "(7).