لقد قررت إعادة طباعة كتابي "التوحيد في تطوره التاريخي" التوحيد يمان وما كنت أعلم أن هذه التسمية ستصبح واقعاً بإرادة الله، وبعد ما أحدثه جلّ وعلا من متغيرات في وجداني في لحظات، وفي ليلة جليلة مباركة، صحوت على أثرها وأنا إنسان آخر، وكانت لدي الشجاعة الكافية ا
أنت هنا
قراءة كتاب التوحيد في تطوره التاريخي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
في بادئ الأمر لا يكون مع الرسول إلا الله جلّ جلاله وعظمت حكمته وتقدست عظمته والروح الجليل الذي تنزله الملائكة بأمر الله لتضعه في وجدان الرسول وبين جنباته ليثبت به فؤاده، وتحفظ حياته وترعاه وتحفظ سره، وعين الله تبارك وتعالى من ورائهما الحافظة والنصيرة لتصل الرسالة إلى الناس فلا يكون لهم بعد الرسول على الله حجة، ولكل عصر رسوله ورسالته، وهكذا كان تتابع الرسالات والأديان والتي كانت كما هو ملاحظ في الشرق والمشرق على وجه الخصوص وكانت جميعها في ذكور، وبمنطق عدالة الله عزَّ وجل فإن روحه العلية لا يمكن أن ترفرف في مشارق الأرض دون مغاربها وهو الذي يذكرنا في محكم آياته بأن له المشرق والمغرب "سيقول السفهاء من الناس ما ولا هم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب" وعليه لا بد أن تتحول قدسية المكان إلى المغرب بعد أن ظلت لفترة طويلة في المشرق، ومن البديهي أن تتحول الرسالة من أقوام المشرق إلى أقوام المغرب، ولأنه هو خالق الذكر والأنثى وكما بهما يصنع الحياة البشرية وبهما استمرارها مع كل المتغيرات ولأنه قد حملها في سابق الزمن الذكور والحكمة من ذلك هو النشر، فإنه لا بد أن تكون هناك مرحلة لاحقة تحمل فيها أناث في الغرب والمغرب على وجه الخصوص الرسالات السماوية القادمة يصطفيهم الله في فترات متتابعة بينها أزمان يقدرها الله تقديراً حكيماً. هكذا هي عدالته وهكذا هو منطق الأحداث، الأنبياء الذكور للنشر والتوسع، والمرسلات الأناث للتذكير ولحفظ وحدانية الله في قلوب الأجيال المتعاقبة، أراني قد أطلت وما ذاك إلا ليفهم الناس ما يريد الله مني أن أوصله حين حملني رسالة التوحيد وجعلني مكرمة منه عظيمة أول المرسلات، وما كنت أعلم حين كتبت كتاب التوحيد وعنونته " التوحيد في تطوره التاريخي" وأضفت التوحيد يمان أن الله سيحملني رسالة توحيد ليحقق بي انقلاباً عظيماً وتحولاً في الفهم لدى الناس والمفاهيم في المجتمع الإنساني ككل.
إن القادم من الرسالات سيكون في مغرب الأرض بعد أن كانت في مشرقه، وفي البربر والأعاجم وهم الذين حرموا منها واضطهدوا كثيراً بدل العبرانيين والعرب الذين كانت فيهم الرسائل السماوية المعروفة، وفي أناث قادمات اختارني ربي أن أكون أولهن بعد أن كانت في نبيين ومرسلين ذكور، ختمها الله عزَّ وجل بمحمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين، وليس لكم إلا أن تسلموا لإرادته وليست لكم الخيرة في ذلك فهو الحكيم القدير.