كتاب " علاقات الزوجين ببيت الحما " ، تأليف غاري تشابمان ، من اصدار دار أوفير للطباعة والنشر ، ن
أنت هنا
قراءة كتاب علاقات الزوجين ببيت الحما
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإخلاص والتفاني تُجاه الأهل
المبدأ الأساسيُّ الثاني للزواج هو وجوبُ إكرام والدَينا. لقد أعطى الله شعبَ العهد القديم الوصايا العشر، التي إحداها، ‘‘أكرم أباك وأمَّك لكي تطول أيَّامك على الأرض التي يعطيك الربُّ إلهك’’.2لقد أكَّد الرسول بولس على هذا المبدإِ في العهد الجديد لمَّا قال: ‘‘أكرم أباك وأمَّك. التي هي أوَّل وصيَّةٍ بوعد. لكي يكون لكم خيرٌ وتكونوا طِوال الأعمار على الأرض’’.3
لا تتوقَّف وصيَّة إكرام الأهل عندما نتزوَّج إذ تعني كلمة إكرام ‘‘إبداء الاحترام’’. وهي تتضمَّن معاملة الآخرين بِطريقةٍ عطوفةٍ ونبيلة. قالت إحدى الزوجات: ‘‘إنَّ والدِيَّ لا يعيشان حياةً محترمة. كيف أستطيع أن أحترمهما، في حين أنِّي لا أتَّفق مع ما يفعلانه؟’’ هذا صحيح، لا يعيش الأهل كلُّهم حياةً محترمة. قد لا تكون أفعالهم جديرةً بالاحترام. ولكنَّه يتحتَّم علينا إكرامهم لأنَّهم خُلقوا على صورة الله ومثاله؛ ولأنَّهم قد منحونا الحياة. قد لا نتَّفق مع اختيارهم لأسلوب حياتهم، ولكنَّنا نستطيع أن نحترمَهم كأشخاصٍ، حتَّى عندما لا نحترم مسلكهم. من الصواب دائمًا إكرام أهلنا وأهل شريكنا. إنَّ تَرْكَ الأهل بِهدف الزواج، لا يلغي مسؤوليَّة إكرامهم.
كيف نعبِّر عنِ الإكرام لأهلنا في حياتنا اليوميَّة؟ إنَّنا نُكرِمهم بإبقاء خطوط الاتِّصالات مفتوحةً بيننا بزيارتهم، أوِ الاتَّصال هاتفيًّا بهم، أو إرسال رسائل البريد الإلكترونيِّ إليهم. إنَّك تسعى بِمثل أساليب التواصل هذه، إلى إيصال رسالةٍ فحواها: ‘‘إنِّي ما زلتُ على حبِّي لكما، وأودُّ أن تكونا جزءًا من حياتي’’. لا ينبغي أبدًا تفسير معنى التَّرْك على أنَّه هَجْر. إنَّ الاتِّصال المنتظم هو جزءٌ ممَّا يعنيه إكرام الأهل. وفي الواقع، إنَّ الفشل في التواصل يقول: ‘‘إنِّي لم أَعُدْ أهتمّ’’.
يصف لنا العهد الجديد أسلوبًا آخرَ لإكرام الأهل: ‘‘ولكن إن كانت أرملةٌ لها أولادٌ أو حفَدَةٌ، فَلْيتعلَّموا أوَّلًا أن يوقِّروا أهل بيتهم ويُوفوا والدَيهم المكافأة. لأنَّ هذا صالحٌ ومقبولٌ أمام الله’’.4عندما كنَّا صغارًا، كان أهلنا يعملون على تلبية احتياجاتنا المادِّيَّة. وقد يكون علينا الآن، وهم يتقدَّمون في السنّ، أن نعاملهم بالمثل. إن دعَتِ الحاجة، ومتى دعت، علينا أن نتحمَّل مسؤوليَّة الاهتمام باحتياجات أهلنا المادِّيَّة. إنَّ إخفاقنا في تحمُّل هذه المسؤوليَّة هو إنكارٌ لإيماننا بالسيِّد المسيح. يقول بولس الرسول: ‘‘وإن كان أحدٌ لا يعتني بخاصَّته ولا سيَّما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شرٌّ من غير المؤمنين’’.5علينا أن نُظهر إيماننا بالسيِّد المسيح بأفعالنا، وذلك بإكرام والدَينا.


