كتاب " علاقات الزوجين ببيت الحما " ، تأليف غاري تشابمان ، من اصدار دار أوفير للطباعة والنشر ، ن
أنت هنا
قراءة كتاب علاقات الزوجين ببيت الحما
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أصغوا قبل أن تتكلَّموا
تُعدُّ حماةُ مارشا سيِّدةً ميسورة. في المقابل، نشأتْ مارشا في بيتٍ متواضع حيث كان الاهتمام الأكبر مُنصبًّا على العطاء والتضحية الشخصيَّة. كان والدُها يَشغَلُ منصبَ رئيس لجنة الإرساليَّات في الكنيسة، وكانت مشاركة والدتها في تقديم الخدمة إلى النساء فاعلة. كانتْ مارشا في كلِّ عام، بقدر ما تستطيع أن تسعفها ذاكرتها، تشاهد والدَيها وهما يوفِّران المال ليتمكَّنا من تقديم منحةٍ ذات قيمة إلى معونات الإرساليَّات السنويَّة. وهي نفسها كانت تقتطعُ مبلغًا من مصروفها كطفلة لتقدِّمه إلى هذه المؤسَّسة.
بعد سنتَين من الزواج، كانت مارشا مُحبطةً تمامًا في ما يتعلَّق بِحماتها. ‘‘إنَّها تدعوني كلَّ شهرٍ إلى الغداء. إنَّ رؤيتَها تُسعدني دائمًا، ولكنَّها تُصِرُّ بعد الغداء على اصطحابي للتسوُّق كي ما تبتاعَ لي ثوبًا جديدًا. قدَّرتُ في البداية كرمَها، ولكنْ بِمرور الوقت، بدا وكأنَّ وقت الغداء راح يقصر رويْدًا رويْدًا، بينما امتدَّ انغماسنا في التسوُّق إلى وقت ما بعد الظهر. وهي لا تبحث البتَّة عن ثيابٍ في التنـزيلات، وقدِ اشترت لي بعض الثياب الغالية الثمن حقًّا’’.
تابعت مارشا قائلةً: ‘‘إنِّي أحسَبُ ذلك هدرًا مفرطًا للمال، كما أشعر وكأنَّها تحاول شراء صداقتي. عندما أقول لها إنِّي لستُ بحاجةٍ إلى ثوبٍ جديد هذا الشهر، فإنَّها تقول: تحتاج كلُّ سيِّدةٍ إلى ثوبٍ جديد. إنَّه يرفع روح الشخص المعنويَّة’’.
قالت مارشا: ‘‘حسنًا، إنَّه لا يرفع روحي المعنويَّة، إنَّما يجعلني أشعر بالاستياء منها. لماذا لا تعطي هذه النقود إلى أشخاصٍ بحاجةٍ فعليَّة إليها؟ إنَّ خزانة ملابسي ملآنةٌ بالثياب. أنا لا أرغب في جَرْح مشاعرها. أريد علاقةً لا يكون التسوُّق محورَها. أريد أن يكون وقت الغداء معها طويلًا وممتعًا وهادئًا. أودُّ أن أعرف كيف كانت طفولتها، وأيَّ نوعٍ من الصراعات قد واجهته، هي ووالد زوجي، في بدايات زواجهما، وكيف كان شعورها كونها صارت أمًّا غير عاملة تلازم البيت. إنَّ كلَّ ما تتحدَّث بشأنه هو لعبة الغولف التي تمارسها، وحفلات البريدج التي تحضرها. يساورني في بعض الأحيان شعورٌ بأنَّها وحيدةٌ إلى أبعد حدّ، وأنَّ التسوُّق هو طريقتها في محاولة نسيان وَحدتها. لستُ أدري. أتمنَّى لو تصبح علاقتنا أكثر واقعيَّة’’.
احتفظتْ مارشا بهذه الأفكار والمشاعر كلِّها لنفسها. حاولت أن تُطلعَ زوجَها روب عليها، ولكنَّ استجابته كانت على النحو التالي: ‘‘دعي أمِّي تبتاع لكِ الثياب، إنَّه أسلوبها في إظهار محبَّتها لكِ’’. ربَّما كان روب مُحِقًّا، ولكن إن كان الأمر كذلك، فإنَّ والدته قد أخطأَتِ الهدف. إذ لا تشعر مارشا بأنَّها محبوبة؛ إنَّما تشعر بالاستياء.
سألتُها قائلًا: ‘‘أَحاولتِ أن تُطلعي حماتكِ على أيٍّ من هذه الأفكار والمشاعر؟’’