أنت هنا

قراءة كتاب علاقات الزوجين ببيت الحما

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علاقات الزوجين ببيت الحما

علاقات الزوجين ببيت الحما

كتاب " علاقات الزوجين ببيت الحما " ، تأليف غاري تشابمان ، من اصدار دار أوفير للطباعة والنشر ، ن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

أجابت مارشا: ‘‘ليس تمامًا، إنَّها ذاتُ شخصيَّةٍ متسلِّطة. فهي تتحدَّث معظم الوقت، ونادرًا ما تطرح عليَّ الأسئلة؛ وعندما تفعل، ينتابني إحساسٌ بأنَّها لا تصغي إلى جوابي. فهي تفكِّر في ما ستقوله لاحقًا. إنِّي أشعر بالتوتُّر حين أكون بالقرب منها’’.

كان واضحًا بالنسبة إليَّ أنَّ لدى مارشا مشكلةً تتمثَّل في حماتها، ولن تختفيَ هذه المشكلة ما لم تبادِرْ مارشا إلى اتِّخاذ الخطوة الأولى.

قالت مارشا ‘‘ولكنِّي لا أستطيع أن أقول لها ببساطةٍ إنِّي مستاءةٌ منها، كما أنِّي لا أستطيع أن أتوقَّف عن تناوُلِ الغداء معها. إنَّ ذلك هو الاتِّصال المباشر الوحيد بيننا. إن قلتُ لها إنِّي لا أريد الثياب، أخشى أن أجرح شعورها. إنِّي حقيقةً لا أدري كيف أتصرَّف. لذا فأنا الآن هنا’’.

قلتُ لها: ‘‘يسرُّني أنَّكِ حضرتِ، إنِّي لست بِصانعِ معجزات، ولكنَّ لديَّ فكرةً أودُّ أن أعرضَها عليكِ. في المرَّة المقبلة التي تتناولين فيها الغداء مع حماتكِ، قولي لها: ‘‘أريد أن أطرح عليك سؤالًا قبل ذهابنا للتسوُّق. على مقياس 1 إلى 10، ما مدى ما تشعرين به من سرورٍ عندما تصطحبينني لكي نتسوَّق؟’’ إن كانت إجابتها ثمانية، أو تسعة، أو عشرة (وهو ما أتوقَّعه)، عندئذٍ اسأليها: ‘‘أخبريني، لماذا يمنحك لطفكِ معي هذا القَدْرَ من السرور؟’’

‘‘أصغي بانتباهٍ إلى إجابتها. ثُمَّ قولي لها ما تعتقدين أنَّكِ سمعتِها تقوله، واسأليها إن كان ذلك صحيحًا. مَثَلًا، يمكن أن تقولي: إنَّ ما سمعتِكِ تقولينه هو أنَّك تستمتعين بِشراءِ أشياءَ لي لأنَّ حماتَك لم تفعل شيئًا لكِ في بداية زواجكِ، وقد أشعركِ ذلك بالألم. وأنت لا تريدين أن يحدث ذلك في العلاقة بيننا. هل ما قلته صحيح؟ تابعي طَرْحَ أسئلةٍ توضيحيَّةٍ إلى أن تشعري بأنَّك تفهمين ما يكمن خلف رغبتها باصطحابك للتسوُّق.

‘‘وبعد ذلك، عبِّري لها عن تقديرك لِما تفعلُه من أجلكِ. وما إن تفهمي دوافعها، أعتقد أنَّك ستجدين القيام بذلك أكثر سهولة. قولي لها إنَّك تقدِّرين حقًّا كَرَمَها معكِ ومراعاتها لك. ومن ثَمَّ، قولي لها كم كان هذا الحديث هادفًا بالنسبة إليك، وإنَّك تشعرين وكأنَّك أصبحتِ تعرفينها الآن بشكلٍ أفضل، وتقدِّرينها أكثر. ثُمَّ اذهبي معها للتسوُّق، ودعيها تشتري لكِ كلَّ ما ترغبُ في شرائه.

‘‘في الشهر التالي، في موعد تناولكما الغداء معًا، اطرحي على حماتك مزيدًا من الأسئلة. أخبريها عن مدى استمتاعكِ بالحديث معها الشهر الماضي، وأنَّك تودِّين أن تطرحي عليها بعض الأسئلة الإضافيَّة حول حياتها، إن لم تمانعْ في ذلك. يمكنك أن تطرحي أسئلةً كهذه: كيف كانت طفولتك في بيتكم؟ كيف كانت مرحلة الدراسة الثانويَّة بالنسبة إليكِ؟ كيف تعرَّفتِ بِزوجكِ؟ ما الذي جعلكِ تقررين الزواج به؟ كيف كانَتِ السنوات الأولى من زواجك؟ ما الأشياء التي كنتِ تفضِّلينها والتي استمتعتِ بها في ما يتعلَّق بزواجك وبأسرتك؟ إنَّ هذه الأسئلة على الأرجح، أكثر بِكثيرٍ من أن تُطرَح في محادثةٍ واحدة؛ ولكن عليكِ بالانتقاء والاختيار من بينها.

‘‘إنَّ ما تحاولين فِعْلَهُ هو التوصُّل إلى معرفة حماتِكِ معرفةً أفضل. ونحن نفعل هذا بِطَرْح أسئلةٍ والإصغاء إلى الإجابات. مرَّةً أخرى، اطرحي أسئلةً توضيحيَّة للتأكُّد من فَهْمكِ لِما تقولُه. مَثَلًا، يبدو لي أنَّ سلوك والدكِ قد آلمكِ كثيرًا. أَهذا صحيح؟ مهما سمعتِها تقولُه، فَردِّديه بصيغة سؤال لكي تتيحي لها الفرصة للتوضيح. اخبريها بمدى استمتاعكٍ بالحديث، وبِأنَّك تقدِّرين رغبتها بإطلاعكِ على قصَّتها. وبعد ذلك اذهبا للتسوُّق.

‘‘حين تتَّصل بكِ في الشهر الثالث، وتدعوك إلى الغداء، قولي لها: إنِّي أتشوَّق لرؤيتكِ. لقدِ استمتعتُ كثيرًا بحديثنا في المرَّة الأخيرة، ولديَّ اقتراح. لطالما رغبتُ في الذهاب إلى معرضٍ للفن الحديث في وسط المدينة. ماذا لو ذهبنا بعد الغداء لمشاهدة معرض الفن بدلًا من ذهابنا للتسوُّق؟ إنْ أبدتْ موافقتها على اقتراحك، فإنَّ ذلك سيكون رائعًا. من جهةٍ أخرى، إنْ قالت: ماذا لو نذهبُ إلى المعرض الفنِّيِّ ومن ثَمَّ إلى السوق، فتجيبينها بالقول: حسنًا، ربَّما سيُتاح لنا الوقت للقيام بذلك، ولكن، أَيمكننا أن نذهب أوَّلًا إلى المعرض الفنِّيّ، ثُمَّ نرى ما سيحدث؟ هناك احتمالٌ كبير لأنْ تقبَلَ هذا الاقتراح. بعد ذهابكما إلى المعرض الفنِّيّ، يمكنكما معًا أن تقرِّرا ما إذا كان لديكما وقتٌ كافٍ للذهاب إلى التسوُّق أم لا. ربَّما تستطيعان أن تقوما بِجولةِ تسوُّقٍ سريعةٍ في هذه المرَّة، أو قد لا تقوما بها على الإطلاق. وفي الحالتَين، تكونين قد غيَّرتِ نمط الغداء والتسوُّق المعهودَين.

الصفحات