كتاب " علاقات الزوجين ببيت الحما " ، تأليف غاري تشابمان ، من اصدار دار أوفير للطباعة والنشر ، ن
أنت هنا
قراءة كتاب علاقات الزوجين ببيت الحما
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
‘‘في الشهر الرابع، يمكنك أن تخوضي معها حديثًا هادفًا آخر، وأن تقترحي أنَّه يمكنكما في المستقبل أن تتناوبا التسوُّق في شهرٍ ما، وأن تقوما معًا ببعض النشاطات الاجتماعيَّة الأخرى في الشهر التالي. ربَّما يمكنكِ أن تقولي: ‘‘في نهاية الأمر، إنَّ خزانة ملابسي أصبحت ملآنة، وأنا أستمتع حقًّا بالقيام بأشياءَ أخرى بِرفقتكِ’’. إن أبدت موافقتها على عرضك، فإنَّك تكونين قد غيَّرتِ الآن نموذج جولة التسوُّق الشهريَّة.
‘‘وفي الأشهر التالية، يمكنك مواجهتها بِشجاعةٍ لِتقترحي أنَّكما قد تستطيعان اصطحاب ابنة صديقتكِ بالتبنِّي، وشراء ملابس لها، بدلًا من شراء أشياءَ لكِ هذا الشهر. أو قد يمكنكما في شهرٍ آخر أن تبتاعا موادَّ بقالةٍ لتقدِّماها إلى إحدى الأُسرِ المحتاجة، أو يمكنكما شراءَ تجهيزاتٍ مدرسيَّةٍ لمجموعةٍ من الطلبة الذين يأتون من أُسَرٍ محدودةِ الدخل. وشيئًا فشيئًا، ستساعدين حماتكِ على توجيه عطائها نحو مجالاتٍ تشعر كلاكما بِالرضا بِشأنها. وستتوصَّلين إلى معرفة حماتكِ كشخصٍ، وليس كمجرَّد سيِّدةٍ تتناولين الغداء وإيَّاها ثُمَّ تذهبان للتسوُّق’’.
في نهاية حديثنا، كانت مارشا تشعر بِالسُّرور. قالت لي: ‘‘إنْ أمكن تحقيق نصف ما وصفته في ما يتعلَّق بعلاقتي بِحماتي، فلسوف أكون غايةً في السعادة’’.
خلال الشهور التي تَلَت، رأتْ مارشا معظم هذه التصوُّرات تتحوَّل إلى حقيقة. فقد أصبحت هي وحماتها أفضل صديقتَين. وقد تعلَّمتْ أن تقبل هدايا حماتِها كتعبيرٍ عنِ المحبَّة، كما علَّمتْ حماتَها كيف تشارك حياتها على مستوى أعمق. بعد عدَّة شهور، قابلتُ الحماةَ في مناسبةٍ اجتماعيَّة. فقالت لي: ‘‘مارشا هي أفضل ما حدث في حياتي في يومٍ من الأيَّام. إنَّ الحصول على ابن شيءٌ رائع، ولكنَّ الحصول على زوجة ابن هو أفضل حتَّى’’. لا أدري كيف سيكون شعور ابنها في ما يتعلَّق بذلك، ولكن من الواضح أنَّها تكنُّ لمارشا إعزازًا وحنانًا حقيقيَّين.
تُبيِّن قصَّة مارشا قدرةَ الإصغاء. إنَّ هدف الإصغاء هو اكتشافُ ما يجري داخل أذهان الآخرين وعواطفهم. إذا فهمنا دوافع الأشخاص للقيام بما يقومون به، يمكننا أن نُظهِر تجاوُبًا أكبر. فمثلًا، تغيَّر موقفُ مارشا تُجاه حماتِها كلِّيًّا حين اكتشفتْ أنَّ دافعها لشراء ملابس لها كان بسبب افتقارها إلى النقود لشراء ثيابٍ في السنوات الأولى من زواجها، وشعورها بالحرج بشأن خزانة ملابسها. غالبًا ما يغيِّر إدراكنا للأمور قدرتَنا على فَهْمِ الأشخاص، وبالتالي، فَهْم شعورِنا السلبيِّ نحوهم.
إنَّ عدم قدرتنا على قراءة أفكار الأشخاص هو من المبادئ الأساسيَّة في علم النفس. فمع أنَّنا نلاحظ سلوكهم، فإنَّنا لا نعرف دوافع السلوك إلى أن نصغيَ إليهم. لم يعْتَدْ معظمنا الإصغاء. وكنتيجةٍ لذلك، غالبًا ما نسيء فهم أنسبائنا. إنِّي أودُّ أن أشارككم بعض الإرشادات من أجل إصغاءٍ فعَّال:
اطرَحْ أسـئلةً
إنَّ الطريقة الأكثر فاعليَّة لمعرفة ما يدور في أذهان أنسبائنا، هي طَرْح أسئلة. لا يُطلع معظمُ الأشخاص الآخرينَ على أفكارهم ومشاعرهم، وهي الدافع وراء سلوكهم، إلَّا إذا سُئلوا. كان من السهل على مارشا ملاحظة سلوك حماتها (اصطحابها للتسوُّق وشراء الثياب)، ولكنَّها لم تدركْ أنَّ الدافع وراء هذا السلوك هو أحداثٌ حصلت في الأيَّام الأولى لزواج حماتِها. لقد وصلت إليها هذه المعلومة كجوابٍ عن سؤالها.
ينبغي أن تُعدَّ الأسئلة بِمهارةٍ وتأنٍ. كلَّما كانَتِ الأسئلة محدَّدة، ازداد احتمال حصولك على المعلومة التي تسعى إليها. وقد تطرح أسئلةً تمهيديَّة، فقط لإثارة الموضوع. فمثلًا، إنَّ سؤالك ‘‘مَن في اعتقادكَ سيربح البطولة؟’’ يَضعُ موضوع لعبة البايسبول على طاولة الحوار. ومن ثَمَّ يمكنك أن تسأل: ‘‘متى أصبحتَ مهتمًّا بِالبايسبول؟ وما الذي أثار اهتمامك بها؟’’ قد تجعلك الإجاباتُ عن هذه الأسئلة تدرك السبب الذي يدعو حماك إلى الحرص على ألَّا تفوته أبدًا مباراة في البايسبول.
يجب أن تكون الأسئلة صادقةً دائمًا. إنَّكَ لا تطرح سلسلةً من الأسئلة لكي تحشر أنسباءكَ في الزاوية وتكسب الجدال. إنَّ هدفكَ من طَرْح الأسئلة هو محاولة فَهمِهم. عندما يشعر الأشخاص أنَّ اهتمامكَ بِهم هو اهتمامٌ حقيقيٌّ وصادق؛ وأنَّك تريد أن تعرفهم بشكلٍ أفضل، فإنَّهم سيجيبون تلقائيًّا عن أسئلتكَ بأمانةٍ وحرِّيَّة. لم يكن لدى حماة مارشا مانعٌ من التحدُّث بشأن الأيَّام الأولى من زواجها. كلُّ ما في الأمر أنَّ مارشا لم تبدِ يومًا اهتمامًا بذلك الجزء من حياتها. عندما رأتْ أنَّ اهتمام مارشا كان اهتمامًا صادقًا، تحدَّثت بصراحة بشأن ما حفَّز اهتمامها بالتسوُّق وتقديم الهدايا.