You are here

قراءة كتاب الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

كتاب "الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة"، تهدف هذه الدراسة الى إلقاء الضوء على كل ما يتعلق بالاستراتيجية النووية وأبعادها في فترة ما بعد الحرب الباردة من تطورات وعقائد جديدة والاطلاع على سياسة الردع النووي وتأثيرها وسياسة عدم الانتشار ومخاطر عدم

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3
الاستراتيجية الامريكية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش 
 
ما ان وصل بوش الابن للسلطة حتى سارع الى الكشف عن حقيقة ان الادارة الجديدة لن تكون اقل نزوعاً من سابقاتها الى اعتبار الولايات المتحدة مضطرة لكونها "القوة العظمى الوحيدة" الباقية، الى الاضطلاع بدور قيادي في مجابهة التهديدات التي يتعرض لها السلم والامن الدوليين. وكان واضحاً ان الادارة الجديدة تميل الى استخدام القوة العسكرية، عند الضرورة لتأمين مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية العائدة للبلاد من الهجمات والتهديدات الارهابية. وفي تقرير المراجعة الرباعية لسنة 2001 الخاصة بالدفاع اكد وزير الدفاع رامسفيلد "ان الولايات المتحدة قوة عالمية ذات مسؤوليات والتزامات تغطي العالم". وبالتالي فقد اصبح واجباً على القوات الامريكية ان تكون مهيأة للتعامل مع طيف اوسع من الاحتمالات والمتمايزة جغرافياً ووظيفياً في سائر ارجاء العالم (6).
وكان ذلك يعني كما قال رامسفيلد امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ،" ان الولايات المتحدة ستكون اضافة الى الحفاظ على القدرة على الانتصار الحاسم على خصم يهدد مصالح الولايات المتحدة الحيوية، في أي مكان من العالم" بحاجة في بيئة امنية حافلة بقدر كبير من عدم الاستقرار الى طمأنة الاصدقاء والحلفاء والى مواصلة التعاون الامني والى ردع الصراع والى امتلاك القدرة على هزيمة محاولات أي خصم لبلوغ اهدافه بالقوة او الاجبار، وعلى دحر الهجمات في عدد من المناطق الحاسمة وعلى امتلاك قابلية ادارة عدد محدود من الاحتمالات ذات المستويات الادنى (7).
لقد انطوى ذلك على تغييرات اساسية في استراتيجية الدولة او في منطلقات التخطيط العسكري في تلك الاستراتيجية في الاقل (8).
وعندما نشر تقرير المراجعة الدفاعية الرباعية في 3/ايلول/سبتمبر /2001 كانت الامة الامريكية اسيرة التهديد الارهابي. وكان ثمة تأييد من جانب الجمهور لتصميم الرئيس على اعطاء الحملة العالمية ضد الارهاب اعلى درجات الاولوية في السياسة الخارجية الامريكية. اضف الى ذلك ان منظمات استطلاعات الرأي الرئيسية كانت تتحدث عن مستويات عالية جداً من التأييد الشعبي لاستخدام القوة العسكرية سلاحاً مركزياً من اسلحة مكافحة الارهاب. لقد كان هناك قدرة صاعدة لتأييد العمل العسكري (9).
استراتيجية الامن القومي الجديدة لدى ادارة بوش:
 
لقد طرح الرئيس جورج ديليو بوش استراتيجية للامن القومي في خطاب له في 1حزيران 2002 في كلية ويست بوينت العسكرية مركزاً على مهام ثلاث:-
1. حماية السلام بمحاربة الارهابيين والطغاة.
2. الحفاظ على السلام عن طريق بناء علاقات جيدة بين القوى الكبرى.
3. توسيع السلام عن طريق تشجيع مجتمعات حرة ومفتوحة في كل قارة.
في حين كان الرئيس كلنتون قد حدد استراتيجية للامن القومي في ديسمبر 1999 تقوم على:-
1. تعزيز امن امريكا.
2. تقوية الرفاهية الاقتصادية لامريكا.
3. تطوير الديمقراطية وحقوق الانسان في الخارج.
ان اعلان كلنتون يبدو مجرد التزام بالسلام بينما يدعو بوش للتعاون بين القوى الكبرى المصطلح الذي لم يستخدمه كلنتون، بوش يخصص تشجيع المجتمعات الحرة والمفتوحة في كل قارة في حين يكتفي كلنتون بتطوير الديمقراطية وحقوق الانسان في الخارج (10).
ان التجديد الاول لبوش هو مساواة الارهابيين بالطغاة كمصدر من مصادر الخطر، وهذا ناجم عن احداث ايلول/ سبتمبر. ان استراتيجية امريكا في الماضي قد ركزت على الدفاع ضد الطغاة فهؤلاء الاعداء يحتاجون الى جيوش كبيرة وقدرات صناعية كبيرة وموارد لتهديد مصالح الولايات المتحدة. ويرى البعض بان الاستراتيجيات المتعلقة بالحرب الباردة-الاحتواء والردع- لا يمكن ان تعمل ضد مثل هذه التهديدات لان تلك الاستراتيجيات تتعلق بوجود انظمة محددة يقودها عدد من القادة يعملون بوسائل محددة من ارهابيين محدودين. وان هناك دوماً فوضويون ومخربون يعملون بدون راعي. ان احداث 11/ايلول قد برهنت بان الارهابيين يمكن ان يكبلوا مستويات عالية من التدمير ضد الدول الكبرى (11).
ان اسلحة الدمار الشامل هي الملجأ الاخير لاولئك الذين يملكونها خلال الحرب الباردة. ان استراتيجية الامن القومي قد اشارت اليوم الى ان الاعداء يرون في اسلحة الدمار الشامل كأسلحة خيار ذلك الذي يضع الارهابيين بمستوى الطغاة في فكر بوش. لذلك فانهم يصرون على ان الوقاية يجب ان تضاف-ليس بالضرورة في كل المواقف- الى مهام الاحتواء والردع "نحن لا نستطيع ان نسمح لاعدائنا بالبدء بالضربة" يقول بوش. ان استراتيجية الامن القومي هي دقيقة لتحديد اسس قانونية للوقاية. والقانون الدولي يعترف بان" الامم لا تحتاج الى معاناة هجوم قبل اتخاذ فعل قانوني للدفاع عن انفسهم ضد القوى التي تمثل خطراً وشيك الوقوع، هناك افضلية للوقاية جماعياً. فالولايات المتحدة سوف تكافح لتجنيد مساندة المجتمع الدولي. ولكن سوف لن تتوانى للعمل بشكل منفرد اذا كان ضرورياً لممارسة حقنا للدفاع عن النفس عن طريق العمل وقائياً ضد هؤلاء الارهابيين لمنعهم من الحاق الاذى ضد شعبنا وبلادنا "كما قال جورج بوش" (12).
ان الوقاية بدورها تتطلب التهيئة لخلق توازن قوى من اجل حرية الانسان. فبوش يرى بان" قواتنا ستكون قوية بما فيه الكفاية لردع اعداء محتملين من اتباع بناء عسكري من اجل التفوق او مساواة قوة الولايات المتحدة". اما كيف يتم ذلك فان هذا يقودنا الى التجديد في الاستراتيجية الامريكية التي تؤكد على التعاون بين القوى الكبرى (13).

Pages