You are here

قراءة كتاب الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

كتاب "الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة"، تهدف هذه الدراسة الى إلقاء الضوء على كل ما يتعلق بالاستراتيجية النووية وأبعادها في فترة ما بعد الحرب الباردة من تطورات وعقائد جديدة والاطلاع على سياسة الردع النووي وتأثيرها وسياسة عدم الانتشار ومخاطر عدم

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4
لقد اقترح بوش تفسيرين في خطابه:
الاول: ان القوى الكبرى الاخرى تفضل ادارة النظام الدولي من قبل قطب مهيمن واحد طالما توجد قوة واحدة. فحينما توجد قوة عظمى احادية فلا يوجد عندئذ تطلع لدى احد للقيام بالمنافسة معها في القدرات العسكرية. وان الصراعات ستتحول الى المنافسات التجارية والى النزاعات الصغرى الاخرى. ان الهيمنة الامريكية وفقاً لهذا الرأي هي مقبولة لانها مرتبطة مع بعض القيم التي تشاركها فيها الدول والثقافات (14).
الثاني: يتعلق باسباب الارهاب والطغيان. اذ يرى بوش بان الهدف الملح ينبغي ان يكون نشر الديمقراطية وذلك عن طريق تهيئة العالم للديمقراطية. ولهذا يستخلص بان استراتيجية بوش للامن القومي هي فعالة لانها تربط الولايات المتحدة مع بقية اجزاء العالم. وان بوش على النقيض من اسلافه يرى بعدم وجود تناقض بين القوة والمبادى (15).
ان الهيمنة الامريكية لا تزول في المستقبل المنظور ليس بسبب عدم قدرة الدول الكبرى الموجودة على معارضتها ولكن ايضاً بسبب صعوبة اعادة تعددية الاقطاب. كما لن يؤدي ذلك الى سلطة مهيمنة اخرى تحل محل الولايات المتحدة بحيازتها على تفوق عسكري واقتصادي وتكنولوجي وثقافي واجتماعي مشابه على الصعيد العالمي. فالقوى المألوفة التي سادت في القرن الماضي اضعف واكثر اعباء من ان تتولى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة حالياً. ولا يمكن في العقدين التاليين الاستغناء عن التأثيرالتوازني للقوة الامريكية على الاستقرار العالمي. في حين ان التحدي الرئيسي للقوة الامريكية لا يمكن ان ينبع الا من الداخل بسبب نبذ الديمقراطية الامريكية نفسها للقوة، واما بسبب سوء استخدام امريكا لقوتها في العالم. لقد استطاع المجتمع الامريكي ان يثبت في صراع شامل ومطول في مواجهة خطر الشيوعية وهو معبأ حالياً ضد الارهاب الدولي. وطالما استمر ذلك الالتزام، سيستمر معه دور امريكا كعامل استقرار عالمي، اما اذا ضعف ذلك الالتزام لان الارهاب قد تلاشى او لان الامريكيين اصابهم التعب او فقدوا الاحساس بهدف مشترك فقد ينتهي دور امريكا العالمي بسرعة (16).
ان زوال التحدي السوفيتي الذي تزامن مع عرض كاسح للقدرات العسكرية الخارقة للولايات المتحدة من الناحية التكنولوجية في حرب الخليج ادى بطبيعة الحال الى تجديد ثقة الشعب بالقوة الفريدة لامريكا. وهكذا فان ثورة الشوون العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة وحركتها التكنولوجية لم تؤد فقط الى تطوير اسلحة وتكتيكات حديثة، املت النتائج احادية الجانب للحربين القصيرتين في عام 1991 و2003 ضد العراق، بل اثمرت ايضاً عن احساس جديد بالتفوق العسكري العالمي الامريكي (17).
ستصبح معضلات الامن الامريكي في القرن الحادي والعشرين مشابهة للتحديات التي تواجهها المراكز الحضارية الكبيرة منذ سنوات، حيث العنف الاجرامي متفش واعتيادي. غير ان الخطر الكامن في هذه الحالة تضخمه الامكانات التكنولوجية التي قد تجعل العنف الفتاك يخرج فجأة عن السيطرة ليتفاقم على نطاق واسع. يضاف الى ذلك، ان قدرة امريكا في القرن التاسع عشر والذي اصبح دفاعاً من خلال التحالفات الخارجية اثناء النصف الثاني من القرن العشرين اخذ يتحول من حيث الجوهر اليوم الى لا منعة عالمية مشتركة (18).
في مثل هذه الظروف وبخاصة في اعقاب 11 ايلول/سبتمبر يمكن تفهم الرغبة المتزايدة الامريكية في السعي الى امن قومي قوي والسعي الى الحماية الذاتية من التهديدات القائمة والمتوقعة او المشتبه بها او حتى المتصورة امر مبرر، لا بسبب الدور الامني العالمي الفريد الذي تولته الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب الباردة وحسب، بل ايضاً لان شهرتها الاجتماعية والثقافية العالمية تجعلها محط انظار العالم. وهذا ما يبرر لامريكا السعي الى تحقيق امن لنفسها اكثر مما تتطلبه معظم الدول الاخرى (19).
الحرب الاستباقية:
 
ان عقيدة الحرب الاستباقية عبارة عن جمع لخطابات ومقالات القاها الرئيس بوش ووزير دفاعه رامسفيلد في مناسبات عدة. وترجع كذلك الى عدة وثائق صدرت في مناسبات عديدة منذ نهاية الحرب الباردة. ولكن ابرزها تلك التي صدرت بعد عام واحد على احداث 11 ايلول/سبتمبر وذلك في ايلول 2002، حيث اصدرت الادارة الامريكية وثيقة هامة تحمل عنوان" استراتيجية الامن القومي للولايات المتحدة" موقعة من قبل الرئيس بوش تؤكد فيها:
1. ان الولايات المتحدة تتمتع بقوة عسكرية لا تبارى ونفوذ اقتصادي وسياسي.
2. ان الاعداء في الامس كانوا يحتاجون الى جيوش عظيمة وامكانات صناعية ضخمة لتعريض امريكا للخطر. اما الان فان الشبكات المخيفة من الافراد تستطيع ان تأتي بالكثير من الفوضى باقل ما يمكن من الكلف.
3. لدحر هذا التهديد علينا ان نستخدم كل وسيلة في ترساناتنا والقدرة العسكرية والدفاع الداخلي. وان الحرب على الارهاب ذات الامتدادات الدولية هي مبادرة كونية ذات فترة غير محدودة.
4. ان امريكا ستساعد الدول التي تحتاج الى مساعدة في مكافحة الارهاب وان امريكا ستحاسب الدول التي اذعنت للارهاب وبضمنها تلك التي تؤوي الارهابيين.
5. ان الخطر الاكبر الذي تواجهه امريكا يتمثل في سعي الارهابيين في امتلاك اسلحة الدمار الشامل (20).

Pages