رواية "عناق الأصابع" ملحمة تاريخية، تصور حياة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني البغيض، غالبية أحداثها وشخصياتها حقيقية، عانت من السجن، وقيد السجان، لكن بعض الشخصيات الأساسية في الرواية من خيال المؤلف اقتضتها ظروف العمل الفني، فإن تطابقت م
You are here
قراءة كتاب عناق الأصابع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
يستيقظ أحمد في غرفته، وبعد أن يغسل وجهه، يعود إلى النوم. يقول له خليل:
- ألن تذهب إلى الفطور؟
- أشعر برغبة في النوم.
- يكفيك نومًا، انهضْ، ألا يكفي أنك لم تلحق بعلي إلى الساحة؟ سيعاقبك اليوم.
- عجيب أمر علي يا خليل، يريدنا أن نمارس الرياضة كل يوم. أحيانًا لا يشعر الإنسان بالرغبة في عمل أي شيء.
- سوى النوم؟
يضحك أحمد.
- لن أستطيع النوم الآن، لكن أحب أن أستلقي سابحًا في بحر ذكرياتي.
- ذكريات في الصباح؟
- الذكريات تهاجمك دون إنذار، لا تعرف متى! أحيانًا في الليل عندما يحاول الأسير منّا الخلود إلى النوم، وأحيانًا أخرى في الصباح عندما يستيقظ من أحلام جميلة كان يعيش فيها قبل لحظات.
- الله.. الله. قل لي بماذا حلمت يوم أمس؟
- ليس هذا وقته يا خليل، كنت سأعود إلى النوم، ولكنك عطّلته علي.
- إذًا انهض، ودعنا نذهب إلى قاعة الأكل فالشباب الآن بانتظارنا.
هبّ أحمد. غسل وجهه، ولبس ملابسه العادية، ثم غادرا تجاه قاعة الأكل.
كانت القاعة مليئة بالأسرى العرب يقفون بالطابور ليحصلوا على صينية الفطور؛ بيضة، ٤ حبات زيتون، بعض المربى، قليل من الخبز، مرجرين، وبعض السميد الذي يسمونه في السجن بالعبرية (دايسا)، في حين يسميها الأسرى حلاوة سميد، يخلطونها ببعض السكر، وبعضهم يخلطها بالمربى والمرجرين، ويعدونها وجبة الصباح الأساسية، فهي الوجبة الوحيدة الساخنة بشكل جيد، إضافة إلى الشاي الذي يقدم بكثرة.
غرفة الطعام واسعة بعض الشيء، ولا تتسع للجميع في وقت واحد، ولكن مع وصول الفوج الأخير لاستلام الأكل يكون بعضهم قد خرج من القاعة. الطاولات المعدة كبيرة وكراسيها غير متحركة بل مرتبطة بها، تتسع كل منها لحوالي عشرة أسرى.