You are here

قراءة كتاب عناق الأصابع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عناق الأصابع

عناق الأصابع

رواية "عناق الأصابع" ملحمة تاريخية، تصور حياة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني البغيض، غالبية أحداثها وشخصياتها حقيقية، عانت من السجن، وقيد السجان، لكن بعض الشخصيات الأساسية في الرواية من خيال المؤلف اقتضتها ظروف العمل الفني، فإن تطابقت م

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 7
- أنا أعترف بأني لا أحب الاستيقاظ مبكرًا.
 
- إلاّ للأكل، ها ها ها.
 
- لا.. لا.. ليس للأكل.
 
سكت، ثم أكمل:
 
- لكن لمشاهدة أنواركم البهية والتحدث معكم.
 
ضحك الجميع، واستعدوا للعودة إلى الغرف، فقد انتهوا من الفطور، ولم يبق شيء في الصواني. أكلوا كل شيء، فكمية الأكل تكاد تكفيهم، والخيارات أمامهم محدودة؛ إما أن تأكل أو لا تأكل.
 
توجه علي إلى الساحة ليمشي مع خليل ويتابع حديثه. أخرج خليل سيجارته وأشعلها. سأله علي:
 
- أما زلت تدخن؟
 
- السؤال نفسه تطرحه علي كل يوم.
 
- سأظل أطرحه عليك حتى تتوقف عن التدخين.
 
- صعب يا علي.
 
- لماذا؟ ألست مناضلاً؟ قائدًا وطنيًّا؟
 
- وهل المناضلون من طينة أخرى؟ نحن بشر مثل كل الناس، نحب، ونكره، ونأكل، ونشرب، إن لم نستمتع بالأشياء فلن نشعر بالحياة.
 
- ولكنه مضر بالصحة يا خليل!
 
- أعرف، والله أعرف، ولكن ماذا أقول لك؟
 
- أين إرادتك؟
 
- ستجربها عندما ينقلونا إلى "نفحة"! ليس التدخين من يحدد إرادة الإنسان، إنه الإيمان الروحي لهذا الوطن والاستعداد للتضحية في سبيله. ألم تر صور كاسترو وتشي جيفارا يقاتلون وهم يحملون السيجار يدخنونه. أخاف إن صارت لنا دولة وصرت وزيرًا، تفرض علينا بالدستور عدم التدخين.
 
- سأفعلها إن استطعت.
 
- لن أنتخبك.. ها ها ها.
 
- لماذا تكرهون ما في صالحكم؟
 
- لأن الناس يا علي يحبون أن يختاروا بأنفسهم ما يرونه لصالحهم.

Pages