رواية "عناق الأصابع" ملحمة تاريخية، تصور حياة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني البغيض، غالبية أحداثها وشخصياتها حقيقية، عانت من السجن، وقيد السجان، لكن بعض الشخصيات الأساسية في الرواية من خيال المؤلف اقتضتها ظروف العمل الفني، فإن تطابقت م
You are here
قراءة كتاب عناق الأصابع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
(2)
حضرت أم سعيد (والدة على النجار) بنفسها هذا الصباح الباكر استعدادًا لزيارة علي في سجن الرملة. الزيارة إلى السجن مرّتان في الشهر؛ مرة عن طريق الصليب الأحمر، والثانية عن طريق الهلال الأحمر الفلسطيني. اليوم الزيارة عن طريق الهلال الأحمر، حيث يتجمع الأهالي قرب مقر الجمعية، ومن هناك تنقلهم الحافلات إلى السجن.
تتحرك الحافلات مبكرًا حوالي السادسة صباحًا على الرغم من أن المسافة ليست بعيدة عن سجن الرملة، لكن الزيارة مع الأهالي تأخذ وقتًا طويلاً، فالحافلة لا تعود من السجن إلا بعد أن يزور الفوج الأخير من الأهالي، ولا يعرف أحد متى يكون ذلك، فالسجانون يسجلون الناس حسب الدور، ولكنهم أحيانًا لا يلتزمون بذلك لينغصوا حياة الأهالي، كما أن أفواج الزيارات تتم كل مجموعة سجناء معًا؛ منهم الأسرى، ومنهم الجنائيون العرب واليهود.
بعض الأهالي يأتون مبكرًا بسياراتهم، وعندما تنتهي زياراتهم يعودون إلى بيوتهم مبكرًا.
حملت أم سعيد حقيبتها التي وضعت فيها بعض الساندويتشات؛ جبنة، مرتديلا، وإناء ماء، وبعض الفواكه، ففي هذا اليوم ستزور عليًّا مع صديق له، إضافة إلى الصحافية خولة شاهين العاملة في مؤسسة حقوق الإنسان، والتي أرادت الاستفسار من علي عن أوضاع الأسرى في سجن الرملة، لذلك لن يأتي معها أبو سعيد هذا اليوم، فالزيارة مسموح بها فقط لثلاثة أشخاص، لكنه سيزور في المرة القادمة، فالزيارات لن تتوقف. كل عام تتوقع أم سعيد أن يفرجوا عن علي بتبادل أسرى، ولكن السنوات تمر ولا شيء يتغير.
الساعة الخامسة صباحًا تحركت أم سعيد من البيت في وادي الجوز، ومن هناك استقلت الحافلة حتى باب الساهرة، بعد ذلك حملت حقيبتها وتوجهت نحو الهلال الأحمر القريب من المكان.
كان أهالي الأسرى ينتظرون هناك. فور وصولها اقتربت منها الصحافية خولة التي وصلت قبلها، وبادرتها:
- صباح الخير يا أم سعيد.
تعانقتا.