You are here

قراءة كتاب دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل

دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل

كتاب " دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل " ، تأليف د. شاكر توفيق العاروري ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7

القاعدة الثامنة

لقد أعلن نبي الله عيسى عليه السلام أنه لا يعلم ولا يعمل أشياء من نفسه بل الذي يُعلمه هو الله تبارك وتعالى كما جاء في يوحنا (8/28): (ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الأب وحدي لأتي في كل حين أفعل ما يرضيه).

إن النص المتقدم يبين الأمور التالية:

أولاً: أن نبي الله عيسى لا يبدأ الأعمال بناء على رغبته واجتهاده بل يتبع ما يوحى له من الله وقد جاء هذا النص مبيناً هذا المعنى في الترجمة العربية المشتركة: (وأني لا أعمل شيئاً من عندي).

ثانياً: أن نبي الله عيسى عليه السلام؛ لا يعلم شيئاً؛ وهذا لا يعيبه لأنه نبي وإنسان؛ والنبي الرسول الإنسان لا يعلم إلا ما يعلمه الله تبارك وتعالى؛ وهذا ظاهر بقوله: (بل أتكلم بهذا كما علمني أبي والذي أرسلني)؛ وهذا ظاهر في نص العربية المشتركة: (ولا أقول إلا ما علمني أبي)؛ وفي نسخة الحياة: (بل أقول الكلام الذي علمني إياه أبي).

ثالثاً: إن غاية نبي الله عيسى عليه السلام تنفيذ مشيئة الأب؛ وأنه لا يقوم بأعمال لا ترضي الأب؛ بل يسعى حثيثا للالتزام بالأعمال التي ترضي الله تبارك وتعالى وأنه يدعو الناس لذلك كما هو في النص (8/29) من يوحنا: (لأني في كل حين أفعل ما يرضيه).

;وفي النسخة الكاثوليكية: (لأني أعمل دائماً أبداً ما يرضيه).

وفي نسخة الحياة: (لأني دائماً أعمل ما يرضيه).

وقد بين ذلك لبني إسرائيل بقوله كما في يوحنا (7/16):;

(أجابهم يسوع وقال: تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني).

وقال في نسخة الحياة: (ليس تعليمي من عندي بل من عند الذي أرسلني).

وبناء على هذا فإن المشيئة النافذة هي مشيئة رب السماوات والأرض رب العالمين وقد قال نبي الله عيسى عليه السلام ذلك كما في يوحنا (5/30): (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني).

وفي نسخة الكاثوليك: (لأني لا أتوخى مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني).

لذا قال نبي الله عيسى في حقيقة تبليغه رسالة الله تبارك وتعالى وما يحمله من تعاليم أنها من كلام الله ووصايته له لا من عند نفسه لأنه لا يملك من الأمر شيء كما جاء في يوحنا (12/49) (لأني لم أتكلم من نفسي لكن الأب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم).

وفي ترجمة العربية المشتركة هكذا: (لأني ما تكلمت بشيء من عندي بل الأب الذي ارسلني أوصاني بما أقول وأتكلم).

وفي نسخة الحياة: (لأني لم أتكلم بشيء من عندي بل أقول ما أوصاني به الأب الذي أرسلني).

خلاصة القاعدة: أنت ترى أيها القارئ المنصف أن نبي الله عيسى عليه السلام له غاية في حياته؛ هي تنفيذ مشيئة الأب، وأنه يسعى حثيثاً لعمل كل ما يرضي الأب؛ وهذا من همم المرسلين وعمل المتقين؛ إذ غايتهم إرضاء رب العالمين.

Pages