You are here

قراءة كتاب نظرية التأويل التقابلي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نظرية التأويل التقابلي

نظرية التأويل التقابلي

كتاب " نظرية التأويل التقابلي " ، تأليف محمد بازي ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من مقدمة ا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 10

اللوح الخامس

من أبعاد النموذج المقترح أنه لا يهدف إلى الوقوف عند النصوص أو الظواهر، وإنما يرمي إلى إدراك بلاغة القول التي تُفضي إلى بلاغة الفعل، ومن ثمة إدراك أبعاد الكون المتقابل ماديا ومعنويا، بغية الارتقاء إلى حقيقة الربوبية، وتعظيم خالق الأكوان، وإيلائه ما يستحق من الإجلال في القول والفعل؛ فالنظريات التي لاتصل بالإنسان إلى الغاية التي خُلق من أجلها، وتظل واقفة بباب اللغة أو النصوص، طارقة نوافذ التاريخ، أو المجتمع، أو الفرد، أو غيرها من النوافذ التي فتحها النقد في جدار الأدب، تظل قاصرة بلا ريب - ونحن ندرك المغزى من هذا الكلام - لأنها تنطلق من الجهود البشرية والاجتهادات الحاصلة في المعرفة بالأدب والنص، ولا تذهب أبعد من ذلك إلى التساؤل عن الموجهات العميقة التي خُلق من أجلها الإنسان، وانحرفت به الرؤى القاصرة عن إدراك الحقيقة التي أضاءتها الشرائع السماوية، فحصل في روحه العمى والظلام... وقصرت الرؤية وانتفت الغاية.

لقد اصطدمنا كثيرا بهذه الواجهات، وهذه المدارس النقدية رغم انفتاحها تظل محجوبة عن هتك حجاب الحقيقة الكونية التي تجعل العبودية والفناء والمحاسبة قدر الإنسان في الحياة وبعد الممات. فإلى متى نتعامى عن هذا، ونتلون في كل مرة بالسواد الذي يسيء إلى الحقيقة مثلما يسيء إلى بياض الأوراق؟! إلى متى سنظل نبحث في الآفاق المعرفية عن الحقيقة القابعة فينا أو قريبا منا. والناطق بها عجزنا وعماؤنا؟

إنه النور الكوني المحيط بالأفهام، وبالعوالم المتقابلة، الباني للمعاني والإدراكات والأسرار عبر المعرفة العقلية والقلبية، ثم اعتمادا على العلوم والفهوم. وتلك غاية الغايات التي نروم الوصول إليها اعتمادا على التصور التقابلي؛ فالمعرفة بالنص، معرفة بالمعنى وبالعلم الموصِل إليه، ويفضي العلم بالتقابل إلى إدراك عظمة خالق التقابلات الدالة على واحدية الخالق، والوصول إلى هذه الحقيقة يفضي إلى العمل وطَرْق أبواب الخلاص.

Pages