تصورت هذه الرحلة للحظة كتقليد لكل الرحلات العظيمة في الأدب، في التراث الرومانسي للطاويين الذين يلفون العالم ورجال الدين البوذيين المتجولين الباحثين عن التنوير وسجلات حقيبة سفر بالية لباشو أو طريق ضيق إلى الشمال العميق، مثل الصوفيين الذين حكم عليهم بالطواف في طرق العالم وكبحث ابن عربي القلق عن الكشف. إن كل من الطاوية والصوفية تتضمنان فكرة الثنائية، الأضداد في تداخل دائم في بعضها البعض، تكون ولا تكون ، الروح والجسد، المستور والمكشوف، المخبئ والبائن، المحجوب والظاهر. بدت لي فكرة الكينونة بين ضدين مفهومة وذات مغزى في هذه النقطة من الزمن.

 

الحرب العالمية الثانية لا تزال في رأسي وأتذكر أن شخصاً أخبرني مرة بأن بيت ايفا براون في مكان ما هنا ويجب أن يكون بيت العائلة. أنا أبحث عن بيت مزرعة خرب تهدمت دعاماته الخشبية وسقفه دون أن يكون لدي مرجع دقيق وكيف يمكن تحديد بقعة بشكل دقيق على طريق سريع يبدو متشابهاً كله. هذه هي طريقة السفر على الطرق الألمانية السريعة، الحياة معلقة، أنت لا تعرف أبداً أين أنت وفي أي نقطة بالذات، حياتك أمامك، خلفك، لتحلق بها.

 

(من هي ايفا براون؟)

 

(حسنا إنها عشيقة شخص حكم ألمانيا سابقاً)

 

(ماذا تعني عشيقة؟)

 

(أوه حسناً، مثل الحبيبة، غيرل فرند)

 

(أعرف من تقصد بذلك، إنه هتلر)

 

لقد انتهكت براءة طفولة إبني مسبقاً، شعرت بالإساءة لأن تلك الأشياء مرت دون علمي، ألا يجب على المدارس أن تطلب إذن الأهل قبل أن تعرّض الأطفال لمثل هذه المادة الحساسة؟ وتساءلت كم يعرف.

 

(أعرف كيف أرسم شعاره) رسم صليباً معقوفاً بإصبعه على الغبار المتراكم على حجاب السيارة الأمامي.

 

(أين رأيت تلك العلامة؟)

 

(في المدرسة، يرسمونها على جدران المدرسة الخلفية حيث لا يراها أحد)

 

ابني يداوم في مدرسة يديرها النازيون الجدد، كيف لهذا أن يحصل؟ ولماذا لم أعرف بهذا على الفور؟

 

(هل تعرف الأشخاص الذين يقومون بهذا؟)

 

(تحدث يا أبي، هيا، الكل يعرف)

 

ربما لا يكون هذا هو الموضوع المناسب ليشارك به طفل بعمر السابعة لكن لم أقلق فالناس يتمكنون دائماً من اكتشاف أشياء عن الجنس بطريقة أو بأخرى بالإضافة إن اكتشافهم جزء من النضوج أليس كذلك؟ أنا قلق من الجانب المظلم في الحياة، من يشرح له قواعد السلوك وآدابه وأننا لن نعيش إلى الأبد وعن الفشل والرفض والقدر الوجودي المشؤوم وكآبته.

 

( كيف ماتت؟) سأل

 

(نوع من الانتحار، أعتقد) لقد ندمت على التفوه بهذا الموضوع.

 

(أعتقد بأنهما أطلقا النار على نفسيهما)

 

(بالرصاص، حقاً !، بمسدس ، أين يا أبي؟)

 

(في برلين)

 

(لا أقصد أين) التفت ونظرت إليه متسائلاً إن كان من يجلس بجانبي شخص مريض عقلياً لكنه لا زال يبدو مجرد طفل فضولي. (في الرأس، أعتقد ) دمدمت أخيراً وارتحت برؤية تكشيرة صحية من المقت والكراهية على وجهه. "يوك"

 

لقد اندثر البيت منذ زمن بعيد، لقد ضيعته ولم تكن لي نية في العودة لأجده، ربما اشتراه شخص وأصلحه لقد قيل لي بأنه لم يرد أحد العيش فيه لكن ربما تبدل ذلك، ربما حولوه إلى ضريح من نوع ما.

 

(ما رأيك بوجبة غداء) اقترحت قائلاً.

 

كسا وجهه بتعبير مختلف لإضحاكي (أنت لا تتوقع مني أن أتناول طعاماً بعد تلك القصة ، أليس كذلك؟)