كتاب " الفلسفة في الحاضر " ، تأليف آلان باديو و سلافوي جيجِكْ
You are here
قراءة كتاب الفلسفة في الحاضر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وقد شهدت السنوات القليلة نسبيًا التي برز فيها اسم جيجك «تقلّبات» فكرية من شارحٍ لأعمال جاك لاكان, إلى مابعد الماركسي, وصولاً إلى العام 2001، حينما بدأ ينظّر لعودة الشيوعية والدعوة لديكتاتورية البروليتاريا، وهو بهذاقام، بشكلٍ من الأشكال، بالقَطْع مع «رفاقه» المثقفين مابعد الماركسيين لا سيما إيتيان باليبار، إرنستو لاكلاو، وجوديث بتلر، حيث كان قد ألّف مع لاكلاو وبتلر كتابًا مهمًا هو الاحتمالية، الهيمنة، الكونيّة (2000). وبذلك أصبح هو المثقّف اليساريّ الوحيد الذي يعمل في التّنظير لهذه الأفكار الراديكالية، إذا ما استثنينا آلان باديو. إذ، ومع تفجّر الانتفاضات وحركات الاحتجاج في كل أرجاء العالم في العام 2011، أصبح جيجك وباديو ضيفين دائمين في معظم المؤتمرات التي تشجّع وتنظّر فكريًا للثورة، وأصدر كلّ منهما كتابًا عن هذا العام «الثوريّ» بالتزامن تقريبًا في العام 2012، عام الأحلام الخطرة (جيجك)، انبعاث التاريخ (باديو)، عدا عن دعوتهما لمؤتمر بعنوان فكرة الشيوعية جمعا فيه أهم الأسماء الماركسية واليسارية في الحقلين الفلسفيّ والثقافيّ في العام 2009 (منهم مايكل هارت، أنتونيو نيغري، تيري إيغلتون، جان – لوك نانسي، وجاك رانسيير)، وقد صدر كتاب يضمّ أوراق هذا المؤتمر بنفس العنوان (تحرير كوستاس دوزيناس وسلافوي جيجك) في العام 2010. وقد صدر الجزء الثاني من هذا الكتاب (بتحرير سلافوي جيجك) مؤخرًا (2013).
ولابدّ من الإشارة أخيرًا إلى أن أهمية الرجلين المعاصرة أدت إلى صدور دوريّتَيْن متخصصتين في فكر كلٍّ منهما، حيث تُنشر فيهما مقالات وأبحاث أكاديمية مهمة يكون محورها أعمال أو أفكار أحدهما، أو أفكارهما معًا، بلغاتٍ متعددة لم تقتصر على اللغات الأساسية بل تعدّتها إلى اللغات الأقل انتشارًا كالصينية والفارسية. وقد صدر العدد الأول من المجلة الدولية لدراسات جيجك في العام 2007، فيما صدر العدد الأول من المجلة الدولية لدراسات باديو في العام 2012، وهما دوريتان فصليتان إلكترونيتان تُتيح تحميل وقراءة مقالاتهما مجانًا.
أما بالنسبة للكتاب الذي بين أيدينا، الفلسفة في الحاضر، فقد صدر بالألمانية بدايةً في العام 2004 حيث ضمّ محاضرةً لكلٍّ من باديو وجيجك ألقياها في ندوةٍ-مناظرة جمعتهما في فيينا في العام ذاته، ثم صدرت ترجمته الإنكليزية في العام 2009. ويضمّ الكتاب الأصلي هاتين المحاضرتين إضافةً إلى مناقشةٍ بينهما، لتكون النتيجة كتيّبًا لا تتجاوز عدد صفحاته الثمانين صفحة. وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب، إلا أنه يعطي لمحةً موجزةً عن الفكر الفلسفيّ والسياسيّ لكلٍّ منهما، ويُظهر مدى تقاربهما سياسيًا، وإن اختلفا في عدد من القضايا الفلسفية.
وقد أضفتُ ملحقين إلى الكتاب حاولت فيهما أن يكون النتاج النهائيّ للكتاب شاملاً لفهم أفكارهما (إذ هما غير معروفين بشكلٍ كبيرٍ عربيًا بعد، إذلم يُترجَم إلى العربية من أعمالهما سوى كتاب واحد لجيجك وكتابان لباديو وبعض المقالات لهما أو عنهما) وقد كانت المهمة صعبة بسبب الكمّ الهائل من الكتب والمقالات المكتوبة عن كلٍّ منهما، لذا حاولتُ انتقاء ما يحقّق صفتَي البساطة والعمق، مبتعدًا عن الأبحاث التخصصية المعقّدة من جهة، والمقالات الصحافية العابرة التي يكون همّ الكاتب أو المحاور فيها الشتيمة المجانية (لـ جيجك بشكلٍ خاص) أو الأسئلة الساذجة المعتادة. ويضم الملحق الأول مقالتَيْن؛ الأولى للفيلسوف الإنكليزيّ سايمون كريتشلي عن آلان باديو («لم يُعتبر باديو روسويًا؟») هي مجتزأةٌ بالأصل من كتابه الأخير إيمان اللامؤمن، وقد نُشرت في العدد الأول من المجلة الدولية لدراسات باديو (2012)، والثانية للناقد الإنكليزيّ البارز تيري إيغلتون عن سلافوي جيجك («مخلصٌ لرغباته») وقد نُشرت في تايمز ليتراري سَبْليمنت[ملحق تايمز الأدبيّ] (2008). فيما يضمّ الملحق الثاني حوارين مع كلٍّ منهما أجراهما الصحافيّ البريطانيّ ستيوارت جيفريز لصحيفة ذا غارديان البريطانية في العامين 2011 و2012، ضمن سلسلة «حياةٌ في..» التي تنشرها الصحيفة بشكلٍ دوريّ، حيث يتم إجراء حوارات مع أهم الكتّاب والفنانين أوروبيًا وعالميًا.
وختامًا، لا بدّ من الإشارة إلى أن الكتاب الأصلي (والمقالات في الملحقين إذا ما استثنينا مقال كريتشلي) يخلو من الحواشي والهوامش فيما عدا إدراج تاريخ صدور بعض الكتب المذكورة في المناظرة، وقد قمتُ بإدراج هذه الهوامش وإضافة هوامش أخرى، عدا عن حواشٍ ضرورية حاولتُ فيها الإيجاز قدر الإمكان، وشرح مصطلح أو مفهوم ما؛ وبذلك فإن جميع الهوامش والحواشي الموجودة في الكتاب، وكلّ ما هو بين مركنين [...]، هي من وَضْع المترجم.
يزن الحاج
دمشق –حزيران/يونيو2013