أنت هنا

قراءة كتاب المكانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المكانية

المكانية

هذا الكتاب هو مضمون الأسئلة الأربعة والخمسين التي وجهها الجبوري للناقد ياسين النصيّر والتي شكّلت مناخ الكتاب لم توصلنا إلى طمأنينة الأجوبة بعد أن فتحت بابا على أربعة عقود من الحراك والكتابة والمنفى عاشها الناقد ياسين النصّير سيد نفسه في المكان لا كاتبا مؤدل

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
هذا الحوار
 
الأمكنة نصوص إِبداعيّة
 
منذ وقت ليس بالقصير وأَّنا ابحث عن مدخل إلى ارض النخيل، تلك المساحات الشاسعة من البساتين التي تحتضن شط العرب وتضم بين ذراعيها مدينة البصرة وهي تلبس متباهية نجوم السماء لتشاهد التاريخ يحنو فوقها .. كُلَّما تذكّرنا تلك الأسماء المهمة التي ساهمت في صناعة المعرفة او الثقافة بشكل عام ، ومع حضور هذه الأسماء في الميدان الثقافي العراقي والعربي ، إِنما يشكل الانعطافة المضيئة لقراءة المنجز الثقافي قراءة متداخلة بين (تجربة) معرفيّة وبين (سيرة) مكانيّة، مما يؤكد حقيقة كشف مكامن المبدع وميوله المعرفي وانتمائه الفكري وحتّى انعكاسه السايكولوجي على منجزه وعلى ذاته، على اعتبار أن الذات الناضجة تشكل (الكينونة) المحورية لبؤرة الإبداع لدى المبدع، وهذا ما يبرهن البناء التكويني للشخصية الإبداعية، وثمّة تداخلات متمازجة يتمتع بها المبدع هذا ، تنطوي على ذهنية مشروعه الثقافي (من جهة) وعلى حقيقة المكان الذي ينطلق منه (من جهة أخرى) ..
ومع هذا الدوران مع نفسي ، أَجدني قريباً من اللحظة المناسبة وأَنا (وجها لوجه) مع أحد الشخوص الإبداعية المنطلقة من أقصى جنوب العراق إلى فضاءات الوطن العربي وفضاءات العالم ككل .. الا وهو الناقد الكبير (ياسين النصير) ، لتتقارب وجهات النظر بين تجربة معرفية امتدت لأكثر من (4 عقود) وبين شاب قرأ الكثير من هذه التجربة وتأثر بها ، أَجدني اضرب معه موعداً (حوارياً)، ثم اضغط على أزرار الحاسوب وأرسل له رسالتي الأولى ، محاولة مني لفتح باب جديدة عليّ .. كنت حينها أحسب أَن الحوار سيدور ضمن حدود صحيفة أو مجلة ثقافية أدبية ، لكنَّ الأَمر اختلف كثيراً مع الأوراق الأولى التي أجابني عليها ، لأستسلم للحظة التي شعرت فيها أَنَّ الباب التي فتحتُها لا احتمال لي على غلقها .. لقد فُتحت لي باب المدينة .. ويا لها من مدينة!! ، تلك التي جعلتني أستنشق تراب المكان في كل اتجاه، من ذلك عدّت إلى نفسي لأستجمع قواي وأُقيم علاقة أَبدية معها ، لأبدو أَكثر توازناً أََمام طريق طويل شاهدت فيه الكثير من الأمكنة .. الكثير من الشواهد .. الكثير من المشاهد .. كان (النصير) قد صنعها وثبت أَعمدتها بقوة منذ وقت مبكر من حياته ومسيرته المفعمة بالمصاعب ..
وكنت أَتساءل كثيراً، هل أنا أَمام مدينة .. أَم أمام تجربة.. ؟..ربّما تداخلت الاثنتان معاً ، لكن القراءات المتعددة للمكان من جوانب معرفية واسعة ، جعلت داخل النص الأدبي أو النص الثقافي من هذه الأمكنة نصوصا إِبداعيّة ..

الصفحات