أنت هنا

قراءة كتاب المكانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المكانية

المكانية

هذا الكتاب هو مضمون الأسئلة الأربعة والخمسين التي وجهها الجبوري للناقد ياسين النصيّر والتي شكّلت مناخ الكتاب لم توصلنا إلى طمأنينة الأجوبة بعد أن فتحت بابا على أربعة عقود من الحراك والكتابة والمنفى عاشها الناقد ياسين النصّير سيد نفسه في المكان لا كاتبا مؤدل

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
سؤال- 1-
 
لعل لتضاريس المكان الحيز الكبير في منجزك النقدي الذي ِاِشتغلت أنت عليه قبل عقود من السنين، هل استطعت اجتراح مفهوم جديد يخص المكان لديك ؟.
جواب-
لم يكن شغلي على المكان اعتباطيا أو وليد الصدفة، بل كان عملا منظما ودقيقاً ومتابعاً في حقله، ومتطورا في نتائجه، ابتدأ منذ فترة طويلة قبل أن يظهر كتابي "الرواية والمكان"، بقسميه، صدر قسمه الأول في الموسوعة الصغيرة تحت عدد 57 في شباط 1980- وقد دفعته للموسوعة الصغيرة عام 1978 وهو ما مثبت في مقدمة الكتاب. وظهر قسمه الثاني منشوراً كمقال طويل في مجلة "آفاق عربية" حزيران عام 1980 أيضاً. وكنت قد أنجزت القسمين قبل وبعد 1978. لذا فالقسمان ظهرا في عام 1980. ويلاحظ أن القسم الثاني من الرواية والمكان كان أكثر تطورا من القسم الأول. ثم ظهر القسم الثاني مستقلا ككتاب في الموسوعة الصغيرة عام ،1986 وكنت قد دفعته للنشر فيها عام 1984 فظهر تحت رقم 195- مع إضافات على القسم الثاني نُشِرَتْ في المجلات العراقية. ولكنَّ النقاد والمتابعين لم يقرؤوا القسم الثاني جيداً، ولذا كانت جُلَّ ملاحظاتهم تنصب على القسم الأول فقط. ثم أردفته بكتاب مهم ثالث عن "دلالة المكان في قصص الأطفال" ظهر عام 1986، يلقى الآن اِهتماما اِستثنائياً من المعنيين،خاصة مواقع أدب الأطفال والدراسات الأكاديمية. وهو يؤكد مسعاي الذي لم يأتِ بين يوم وليلة. ومن يقرأ ما كتبته في كتابي "القاص والواقع "الذي صدر عام 1975، وهو قبل كتبي الثلاثة تلك بخمس سنوات، يجد أنني تعاملت مع المكان في دراستي عن القاص محمد خضير بُعَيدَ ظهور مجموعته " المملكة السوداء" التي صدرت عام 1972 يوم لم يكن أحد يعرف باشلار أو غيره.. تحدثت في المقال عن السلالم والبيوت المعزولة وعن الظلمة والغرف البعيدة. ولكني بعد ظهور كتابي "الرواية والمكان" وما لقي من إهمال واحجاف بحقه، جعلني أكثر إصرارا على مواصلة مشروعي الشخصي الذي أراد البعض سلبه مني. فالنقد العراقي يتعكز دائما على ما ينتجه الآخر،أو إذا لم نقل أن نقدنا العراقي ولد بلا تقاليد سابقة، فأنَّه نقد صحافة انطباعي وسريع. ولذا لم يُنصف كتابي عن المكان من قبل النقاد العراقيين،بالرغم من أنني أَعرف نواقصه وحجمه وطروحاته. بل كان تجاهله جزء من موِقف سياسي، حتى من قبل أصدقائي النقاد..شخصيا كنت أبحث عن أسلاف وآباء لي، لكنّي لم أجد. كنت أبحث عن مسار أو طريق يهديني إلى إشكالية النقد خارج سياق المألوف من القواعد وتمارين النقد وتقليده في المجاملة أو التقليل من نتاج الآخرين.وكان عليَّ أن أبدأ بطريقة ليس فيها مجاملة أو انتقاص، طريقة تذهب إلى صلب العمل الفني وليس حوله. " كي تكتب جيداً فعليك أن تنسى القواعد"، هذا ما يقوله المخرج العبقري اندريه تاركوفسكي. عليَّ أن أفتخر دائما إن ثمة من أهتم بالمكان بعدي بطريقة متميزة وجديدة ومخالفة لما بدأته، وها أنت ترى ما يكتب الآن في المكان، وحول المكان حتى بتنا نتلمس نصا مكانيا. ويمكن تلخيص الكتابات عن المكان بثلاث طرق متميزة وهي:

الصفحات