1- الكتابة المكانية الشعرية وهو ما ظهر في الشعر والرواية والقصة والمسرحية والسينما من إلماحات مكانية خاصة لا ترقى إلى النص المكاني.لكنها كانت مهمة في التنوع داخل النص وهي نقلة تاريخية مهمة تربط بين الواقعي والمثيولوجي، الغرائبي والاجتماعي. ومن يقرأ الشعر الحديث يجد الكثير من هذه الإلماحات موجودة فيه.

2- الكتابة عن المكان في الرواية وهو ما أبتدأنا به منذ بداية السبعينات، وما تزال الطريقة معتمدة في الكثير من الكتابات النقدية وعمادها البحث عن العلاقة بين النص والمكان، وغالبا ما تكون وجهة النقد، وجهة اجتماعية واقعية.

3- الكتابة الظاهراتية عن الأمكنة وهو ما ظهر في كتاب باشلار وغيره، وهو جزء من بنية فلسفية تعتمد على أحلام يقظة الشعراء وتجد الأمثلة في كتاب باشلار عن جزء من كتاب أو مقطع من القصيدة أو رواية أو كتاب علمي، عن الأشجار والبحار والأقبية والشعر والرمال والبيوت، ولذا كان تحت عنوان " شعرية المكان" وليس جماليات المكان كما ترجم، وهي مقطعات صغيرة بَنَى عليها باشلار مواقف فلسفية خاصة وليست كتابة مستقلة عن المكان.

4- الكتابة عن المكان/ الفضاء وهو ما أهتم به النقد الغربي، وتناقله النقاد العرب، وهو شكل نقدي يعالج المكان/ الفضاء ويصفه ويحدده بمفهومات نقدية جديدة.

5- الكتابة المكانية بوصف المكان نصا مستقلا له خصوصيته، وموضوعه. وهو ما ظهر من نصوص أدبية تُعني بالمكانْ. والأدباء العراقيون الآن لوحدهم يكتبون في هذا الاتجاه. إنهم يؤسسون لكتابة جديدة سيكون لها تأثير كبير على الثقافة، وسيخرج من يصفها نقديا باعتبارها كتابة جديدة.

6- محاولتي الحالية هي عدّ الكتابة المكانية نوعاً أدبيا مستقلاً، له خصوصيته الأسلوبية ولغته وموضوعه وتكوينه. وهو نوع أدبي منبثق من مجموعة الأنواع السابقة دون أن يكون تابعا لها. أسميه المدونة المكانية. وبالطبع لديَّ تفصيلات مهمة كثيرة في تحويله من مجرد الكتابة عن الأمكنة إلى الكتابة المكانية