(هايدي فتاة المراعي) تلك الرواية المذهلة التي تقود القارئ بدموع إلى سيرة فتاة قادتها قسوة الإنسان وجفاف مشاعره إلى رميها في أحضان أكثر الرجال طغيانا وشراسة وكيف بضحكاتها البريئة وأفعالها العفوية التي تعبر عن الخير الكامن في داخلها استطاعت أن تغير صلابة الحج
أنت هنا
قراءة كتاب هايدي سنوات التعلم والترحال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
أجابت ديتا وهي غاضبة:
"هل ترغب بسماع ما اعتقده؟ هل تعرف كم عمرها؟ إنها في الثامنة وتجهل كل شيء. اخبروني بأنك رفضت إرسالها إلى الكنيسة أو المدرسة. أنها ابنة أختي الوحيدة، ولا يجب أن أتحمل ذلك، حيث أني مسئولة عن كل شيء. أنك لا تهتم بها، أنى لك أن تكون غير مهتم بمثل هذا القدر. عليك أن تفسح المجال للآخرين أو علي أن اخبر الناس ليساندوني. لو كنت مكانك، لا يجدر بي أن أوصل الأمر إلى المحاكم، هناك بعض الأشياء التي يجب أن تسخن والتي لا تأبه في سماعها."
"اهدئي!" صرخ العم بعيون يقذف اللهب. "خذيها ودمريها، ولكن لا تحضريها أمام عيناي مرة أخرى. لا أريد أن أراها بقبعة مليئة بالريش وكلمات بذيئة كتلك التي تتكلمين بها."
هنا يحتار المرء في تصديق ما يقرأ، وعلى الرغم من أن المسالة هي قصة غير واقعة إلا أن القارئ سيجد نفسه يلعن تلك الخالة مرات كثيرة ويصفها بكلمات غير محببة فقط لأنها تريد أخذ هايدي من جدها. فكيف لها أن تفكر بإستغلال الفتاة بهذه الطريقة؟ وكيف لها أن تعكس تلك الصورة التي تكررت كثيراً في مجتمعنا؟ لقد كان إستغلال اليتيم أمراً سيئاً جداً، ولكن وجود شخص يفكر بنفس طريقة ديتا، أمراً عجيباً جداً. فكيف لها أن تغير ما بدأت به، ورغم أنها لم تكن تعلم بـأمر القس والعم، إلا إنها جعلت من تلك النقطة المنطلق إلى إقناع العم بأنها على حق في أخذ الفتاة، رغم إنها قالت سابقاً انه عليه تحمل المسؤلية
"أفعل بها ما تشاء."
أي إنها لو كانت ملتزمة بوعدها فلم يغير أمر المدرسة شيء فهي تركت مسؤولية الفتاة للعم، ولا شأن لها به، غير أن الأمر جاء تماماً في وقت هي كانت تفكر فيه بعذر لتأخذ الفتاة. ولكن، رغم كره العم وكره هايدي لهذه الرحلة، فهل سيتدخل القدر في تغيير تلك الكراهية؟
نعود إلى المحور، وقد فعل الله فعلاً في تغيير السيء إلى خير، وكان أمر السفر والترحال إلى فرانكفورت، أمراً جالباً لنعم أكثر إلى العم والى هايدي نفسها.
منذ اليوم الأول جعلت هايدي الفتاة كلارا تحبها وتتمسك بها، وعلى الرغم من مرض هايدي طوال تلك الفترة وسيرها أثناء نومها (وهو المرض التي كانت أمها تعاني به بعد وفاة والد هايدي) إلا إنها كانت تحب كلارا جدا، وكانت تحب السيدة سمسم، وكذلك السيدان سمسم وكلاسين. فكلهم عاملوها بطريقة تستحقها هايدي إلا أن الخدم وبالخصوص (الآنسة روتن ماير، وتينيتي، وكذلك يحيى) عاملوهابطريقة تختلف جداً، بل كانت الآنسة روتن ماير السبب الرئيسي في تغيير أحوالها وعدم تأقلمها في البداية. وكانت العقوبات والكبت النفسي التي مارسته ضدها جعلتها تمرض بسرعة. وعلى الرغم من أن السيدة سمسم، كانت تحبها وتحاول أن تعرف منها سبب حزنها، إنها كانت ملتزمة بوعد مع الآنسة روتن ماير بعد ذكر ما يحزنها مرة أخرى، وكانت هايدي بهذا أقوى من روتن ماير، إذا اثبتت إنها قادرة على أن تكون مثالية أكثر من الناس الكبار. ورغم سوء التعامل من الجميع إلا إنها تعامل الكل بأفضل ما يكون، وأنما التزام هايدي مع الآنسة روتن ماير إلا دليل على هذا.