(هايدي فتاة المراعي) تلك الرواية المذهلة التي تقود القارئ بدموع إلى سيرة فتاة قادتها قسوة الإنسان وجفاف مشاعره إلى رميها في أحضان أكثر الرجال طغيانا وشراسة وكيف بضحكاتها البريئة وأفعالها العفوية التي تعبر عن الخير الكامن في داخلها استطاعت أن تغير صلابة الحج
أنت هنا
قراءة كتاب هايدي سنوات التعلم والترحال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
القسم الأول
سنوات هايدي الأولى في التعلم والترحال
الفصل الأول
الذهاب إلى العم في ألم
أن موقع بلدة ماينفيلد القديمة الصغيرة متميز وساحر. ينطلق منها مسار حجري عبر السهول الخضراء المزروعة بعناية حتى قاع الجبال المطلة بهيبة على الوادي. وحيث يبدأ هذا المسار شامخا بتعالي نحو جبال الألب، ترسل المروج الخضراء ذات الأعشاب الشوكية القصيرة عطرها الندي مرحبا بعابري السبيل.
في احد أيام حزيران المشرقة المشمسة، تسلق المنطقة الجبلية ظلا لامرأة طويلة وقوية متجها نحو الممر الضيق وهي تقود فتاة من يدها. وكانت وجنتا الفتاة الصغيرة متوهجة إلى درجة إنهما برزتا حتى من وراء بشرتها التي سمرتها الشمس. يا لجمال هذه الصغيرة! حيث على الرغم من الحرارة فأن الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها خمس سنوات كانت مقرفصة وكأنها تصارع الجليد. من الصعب جدا تمييز شكلها، حيث أنها كانت ترتدي فستانين إذا لم تكن ثلاثة، ويلف عنقها شال أحمر من الصوف. وكانت قدماها مغطيتان بحذاءين طويلان ذوا مسامير، لقد كانت تلك الفتاة الدافئة الصغيرة بشعة المظهر تتوجه نحو الجبل.
استغرقت الاثنتان ما يقارب الساعة لتصلا في النهاية إلى قرية صغير في منتصف الطريق إلى الجبل العظيم وكانت تلك القرية اسمها ألم. وكان يطلق عليها القرية الصغيرة. لقد كانت موطن البنت الكبرى، لذلك كانت تُحيى تقريبا من كل منزل هناك؛ لقد كان الناس ينادون عليها من النوافذ والأبواب وفي الطريق. ولكن، على الرغم من ردها التحية وإجاباتها عن الأسئلة التي تلقى عليها من هنا وهناك وعلى طول الطريق، كانت البنت غير متوانية في المضي قدما إلى الأمام في طريقها إلا إنها وقفت ساكنة ما أن وصلت إلى نهاية القرية الصغيرة. لقد كانت هناك عدة أكواخ متناثرة حول المكان، ومن أبعدها نادى عليها صوت من احد الأبواب المفتوحة:
"يا ديتا، أنتظرِ لحظة من فضلك! أني آتية معك، لو كنت صاعدة إلى الأعلى."
وما إن وقفت لتنتظر، حتى أفلتت الفتاة الصغيرة يدها لتجلس على الأرض فورا.
"هل أنتِ متعبة يا هايدي؟" سألت ديتا الفتاة الصغيرة.
"كلا، ولكني اشعر بالحر،" أجابت.
"سنكون في الأعلى بعد ساعة، فقط لو خطوتِ خطوات كبيرة وتسلقت بكل ما بوسعكِ!" بهذه الطريقة حاولت البنت الكبرى تشجيع مرافقتها الصغيرة.
وثبت امرأة بدينة ذات ملامح مرحة من منزلها لتلتحق بالفتاتين. نهضت الفتاة الصغيرة وتبعت القريبتان، واللواتي سرعان ما صارتا تتحدثان عن الأصدقاء في الجوار وعن القرويين في القرية الصغيرة عموما.